responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 206

إلّا و في قلبه نوران: نور خيفة و نور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا و لو وزن


البدن و الجوارح. اذ بالخوف يميل القلب الى ترك الشهوات و الندامة على الزلات، و العزم على الخيرات و يخضع و يراقب و يحاسب و ينظر الى عاقبة الامور و يحترز من الرذائل كالكبر و الحسد و البخل و يذبل البدن و يصفر اللون من الغم و السهر و تشتغل الجوارح بوظائفها و يحصل له بترك الشهوات العفة و الزهد و بترك المحرمات التقوى، و بترك ما لا يعنى الورع و الصدق و الاخلاص و دوام الذكر و الفكر، و يترقى منها الى مقام المحبة، ثم منه الى مقام الرضا و سبب الرجاء معرفته و معرفة سعة رحمته و فيضه و لطفه و رأفته و احسانه على العباد، و اجراء نعمه عليهم ظاهرة و باطنة، جلية و خفية، ضرورية و غير ضرورية حين كونهم أجنة في بطون امهاتهم بلا سبق استحقاق و لا تقدم استيهال و التفكر في غنائه عن عبادتهم و تعذيبهم مع عجزهم و مسكنتهم و فقرهم و حاجتهم إليه و ذلهم بين يديه، و من استقرت في قلبه هذه المعارف حصل له الرجاء بنيل الثواب و المغفرة و الرحمة، و ثمرته الاتيان بما يوجب الوصول إليها كما أن ثمرة الخوف من العقوبة ترك ما يوجب الورود عليها.

(ليس من عبد مؤمن الا و في قلبه نوران: نور خيفة و نور رجاء)

(1) لان المؤمن لا يخلو من تصور أسباب الخوف و الرجاء و تجويز وقوع مقتضى كل واحد منهما بدلا من الاخر و انتهاء سيره الى القرب كأهل الايقان، أو الى البعد كأهل الحرمان بحيث لا يرجح أحدهما على الاخر اذ لو رجح الرجاء لزم الأمن لا في موضعه «أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللّٰهِ فَلٰا يَأْمَنُ مَكْرَ اللّٰهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخٰاسِرُونَ» و لو رجح الخوف لزم اليأس الموجب للهلاك «إِنَّهُ لٰا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللّٰهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكٰافِرُونَ» و منه ظهر أن الخوف غير القنوط و أنه و الرجاء ينبغى أن يكونا متساويين مطلقا و قد ذهب إليه أيضا بعض العامة. و قال عياض عبادة اللّه بين أصلين الرجاء و الخوف، و يستحب أن يغلب في حال الصحة الخوف فاذا زاد في الاجل أو انقطع الاجل يستحب أن يغلب الرجاء ليلقى اللّه على حالة هى أحب إليه اذ هو اللّه سبحانه الرحمن الرحيم و يحب الرضاء و لا يغلب الخوف حينئذ خشية أن يقنط فيهلك و فيه أن الدليل لو تم لدل على رجحان الرجاء قبل الاجل أيضا و لم يقل به، و التعليل لعدم غلبة الخوف عند الاجل دل على عدم غلبته أيضا قبله، و قد قال بخلافه و قيل ينبغى أن يغلب الخوف ليكف عن المخالفات و يكثر من الطاعات، فاذا دنت أمارات الموت ينبغى أن يغلب الرجاء لان ثمرة الخوف و هى الانكفاف و الاكثار في الطاعة تعذرت حينئذ و هو قريب مما ذكر. و قال الابى في كتاب اكمال الاكمال مقامات الصالحين عند الاحتضار تختلف، فعن بعضهم أنه قال لابنه يا بنى حدثنى عن الرخص لعلى ألقى اللّه و أنا أحسن الظن به، و عن بعضهم أنه رجى حين احتضر، و قيل له تقدم على غفور رحيم فقال أ فلا تقولون لى

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست