responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 207

هذا لم يزد على هذا.

[الحديث الثاني]

2- محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد اللّه بن جبلة، عن إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): يا إسحاق خف اللّه كأنّك


تقدم على شديد العقاب يعاقب على الكبيرة و يؤاخذ بالصغيرة، و هذا بحسب مقامات الخوف بقى شيء و هو أنه قال بعض الافاضل الخوف ليس من الفضائل و الكمالات العقلية في النشأة الآخرة، و انما هو من الامور النافعة للنفس في الهرب عن المعاصى، و فعل الطاعات ما دامت في دار العمل، و اما عند انقضاء الاجل و الخروج من الدنيا التى هى دار العمل فائدة فيه، و أما الرجاء فانه باق أبدا الى يوم القيامة لا ينقطع لانه كلما نال العبد من رحمة اللّه أكثر كان ازدياد طعمه فيما عند اللّه أعظم و أشد لان خزائن جوده و خيره و رحمته غير متناهية لا تبيد و لا تنقص فثبت أن الخوف منقطع و الرجاء أبدا لا ينقطع، و فيه نظر لان الظاهر أن الخوف عن العقوبة أو عن فوات الثواب أو عن فوات التفضل أو عن فوات رفع المنزلة أو عن ظهور إساءة على رءوس الاشهاد أو عن زلة القدم على الصراط باق بعد الخروج من الدنيا ثم بقاء الرجاء و الطمع فيما عند اللّه كما حكم به يستلزم الخوف من عدم تحقق المطموع و اللّه أعلم.

قوله: (يا اسحاق خف اللّه كأنك تراه و ان كنت لا تراه فانه يراك)

(1) و شبه الرؤية القلبية بالرؤية العينية قصدا للظهور و الايضاح و الاول اشارة الى مقام المشاهدة و هى مرتبة عين اليقين أو حق اليقين و هى أعلى مراتب السالكين، و في تلك المرتبة يتصل الطالب بالمطلوب اتصالا معنويا بحيث لا يشاهد الا جماله و كماله. الثانى اشارة الى مقام المراقبة و هى ثمرة الايمان و مرتبة عظيمة من مراتب السالكين روى عن رسول اللّه (ص) أنه قال: «اعبد اللّه كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك» و قال جل شأنه «أَ فَمَنْ هُوَ قٰائِمٌ عَلىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ ... إِنَّ اللّٰهَ كٰانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً» و المراقبة مراعاة القلب للرقيب و اشتغاله به و المثمر لها هو العلم بأن اللّه تعالى مطلع على كل نفس بما كسبت و أنه تعالى عالم بسرائر القلوب و خطراتها كما هو عالم بظواهر الاشياء و جلياتها و هذا العلم اذا استقر في القلب و لم يبق فيه شبهة يجذبه الى مراعاة الرقيب و المتصفون بها على صنفين منهم الصديقون و مراقبتهم استغراق القلب بملاحظة العظمة و الجلال و انكساره تحت الهيبة و استعمال الجوارح بوظائف الطاعات بحيث لا يلتفت القلب الى الغير أصلا و الجوارح الى المباحات فضلا عن المحظورات، و منهم الورعون و هم قوم لم تدهشهم ملاحظة العظمة و الجلال بل بقيت قلوبهم على الاعتدال يتسعها التلفت الى الاقوال و الاعمال و مراقبتهم أن ينظروا الى جميع حركاتهم و سكناتهم و لحظاتهم و

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 8  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست