الحسين هل رأيت أحدا دعا اللّه فلم يجبه؟ قلت: لا، قال فهل: رأيت أحدا توكّل على اللّه فلم يكفه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحدا سأل اللّه فلم يعطه؟ قلت: لا، ثمّ غاب عنّي. عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب مثله.
[الحديث الثالث]
3- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن حسّان، عن عمّه عبد- الرّحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ الغنى و العزّ يجولان، فاذا ظفرا بموضع التوكّل أوطنا.
عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن حسّان مثله.
بينه و بينهم، و قتل السادة العلوية و غيرهم.
(قال فضحك)
(1) لعل وجه الضحك تنشيط نفس المخاطب و تفريج همه باظهار أن ذلك سهل و دفع سبب الحزن في غاية السهولة و ذلك بأن يدعو اللّه و يتضرع إليه في دفع الفتنة و رفع الغوائل و يسأله حصول الرفاهية و الأمن و يتوكل عليه في جلب المنافع و رفع المكاره حتى في هذا الدعاء و المسألة
(قال فهل رأيت أحدا سأل اللّه فلم يعطه)
(2) هذا تأكيد لما سبق للحث على الدعاء و السؤال و لذلك لم يقل شيئا بعد ذلك و غاب.
قوله: (قال ان الغنى و العز يجولان)
(3) أى يقطعان النواحي و يمران في الاطراف كالطير طلبا للمسكن
(فاذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا)
(4) فالمتوكل في غنى و عز دائما أما الاول فلان اللّه يكفيه و يأتى بمهماته فهو أغنى الاغنياء. و أما الثانى فلاعتزاله عن الذل المطلق و هو الالتجاء الى الخلق و تمسكه بالعز الا و فر و هو اللجأ الى اللّه. و معنى التوكل على اللّه هو الرجوع إليه و الاعتماد عليه و الثقة بكفايته، و يمكن أن يقال توكل العبد فيما ينبغى أن يفعله أو يتركه من أمر الدنيا و الآخرة هو الاعتماد على اللّه و الثقة بكفايته، و التمسك بحوله و قوته و ترقب التوفيق و الاعانة منه دون الاعتماد على نفسه و حوله و قوته و قدرته و علمه و ما يظنه من الاسباب الضرورية و العادية و غيرها لا ترك وظائفه و عمله و أسبابه في جلب المنافع و دفع المضار، و من ثم اشتهر أن التمسك بالاسباب لا ينافى التوكل و فيما يجرى عليه من غيره سواء كان من قبل اللّه أو من قبل غيره هو تفويض نفسه و أمره الى اللّه توقعا من أن يرد عليه ما هو خير له و المعلوم أنه لا يرد عليه بعد ذلك الا ما هو خير له في الدنيا و الآخرة فعليه حينئذ القيام بمقام الرضا بالقضاء و هذا أقصى مراتب الكمال، و قال المحقق الطوسى المراد بالتوكل أن يوكل العبد جميع ما يصدر عنه و يرد عليه الى اللّه تعالى لعلمه بأنه أقوى و أقدر و يفعل ما قدر عليه على وجه أحسن و أكمل ثم يرضى بما فعل و هو مع ذلك يسعى و يجتهد فيما و كله إليه و يعد نفسه و علمه و قدرته