responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 6  صفحه : 368

ذلك و خلق أرواح شيعتنا من علّيّين و خلق أجسادهم من دون ذلك، فمن أجل ذلك القرابة بيننا و بينهم و قلوبهم تحنّ إلينا.


تحت العرش و خلق ارواحنا فوق ذلك من نور عظمته، و العليون اسم للسماء السابعة [1] و قيل هو اسم لديوان الملائكة الحفظة ترفع إليه اعمال الصالحين من العباد و قيل اعلى الامكنة و اشرف المراتب و اقربها من اللّه تعالى و الحق انه اسم لكل واحد من الامور المذكورة و ان الاقرب هاهنا هو الاخير ثم الاول و اعلم ان وجود البشر كلهم من مبدأ واحد بالذات و الصفات عالم بجميع الاشياء فلما علم ان بعضهم يعود بالحالات العلية الى مكان القرب، خلقهم منه و هو لطف يعينهم على اكتساب تلك الحالات و علم ان بعضهم يعود بالحالات الدنية الى محل البعد خلقهم منه ليكون عود كل احد الى أصله و محله المأنوس كما قيل «كل شيء يرجع الى أصله» و بالجملة تلك الحالات علة للايجاد على نحو مخصوص و محل معلوم دون العكس فليتأمل فانه دقيق جدا و بذلك يندفع كثير من الشبهات [2] و اللّه الموفق للخيرات.

قوله (فمن أجل ذلك)

(1) و ذلك لان ابدانهم و أرواحنا من محل واحد فبينهما كمال


[1] قوله «و العليون اسم للسماء السابعة) و الصحيح كما يأتى أن يفسر العليون بما فسر به القرآن الكريم «إِنَّ كِتٰابَ الْأَبْرٰارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا عِلِّيُّونَ كِتٰابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ» و هو التفسير الثانى فى كلام الشارح و اطلاق اسم الكتاب عليه باعتبار انتقاش العلوم فيه و ليس قرطاسا و خشبا و حديدا بل هو عالم من عوالم الملائكة كما فسر اللوح و القلم به، فان قيل الا يعلم الملائكة الموكلون باعمال الصلحاء شيئا من أعمال الاشقياء حيث خص العليون بالابرار و السجين بالاشرار؟ قلنا لعل المأمور بالحفظ و الضبط لعمل كل واحد من الابرار و الفجار ملائكة خاصة بهم و ان كان جميع الملائكة يعلمون جميع الاعمال و خلق بدن الامام و روح الشيعة من اللوح الّذي انتقش فيه اعمال الابرار لا باعتبار اطلاق اسم الكتاب عليه بل باعتبار كونه من عالم القرب و الشرف فقد يطلق على شيء واحد اسماء مختلفة باعتبارات مختلفة كما يقال فلان مولود الكتاب و مولود العلم مربى الزهد و منتشأ من التقوى. ثم ان المجلسى- (قدس اللّه سره)- نقل فى مرآة العقول عبارة الشارح فى تفسير العليين ثم ذكر امورا يتعلق بألفاظ الحديث و نقل بعد ذلك عبارة الفيض (ره) فى الوافى هكذا: كان المراد بالعليين عالم الملكوت و بما فوقه عالم الجبروت و بما دونه عالم الشهادة فمن أجل ذلك يعنى من أجل أن أصل أجسادنا و أرواحهم واحد و انما نسب أجسادهم الى عليين لعدم علاقتهم (عليهم السلام) الى هذه الابدان الحسية، فكانهم بعد فى هذه الجلابيب قد نفضوها و تجردوا عنها. انتهى. (ش)

[2] قوله «يندفع من الشبهات» منها شبهة لزوم الجبر أو خلق بعض الناس اقرب الى الخير و بعضهم اقرب الى الشر و هو ظلم أيضا و ربما يختلج فى ذهن اوباش الناس و الماديين منهم انكار خلق بدن الانسان بل روحه من غير العناصر الموجودة فى الارض و لا يعقلون دخول شيء آخر من تحت العرش و السماوات فى عجن طينتهم و قد ذكرنا أن مذهب الحكماء عدم استقلال المادة و الصورة فى تكون أى جسم من الاجسام بل العلة التى لا تباين المعلول بينونة عزلة البتة هى الاصل المجرد من عالم العقول فيصح أن يقال تقوم كل جسم من نور فائض عليه من عالم الملكوت و انما الكلام فى وجه تخصيص الامام أو الشيعة بذلك و الحق أن اثبات الشيء لا ينفى ما عداه فكل شيء يستمد من عالم الملكوت و ما من جسم الا هو مرتبط بجوهره بذلك العالم كارتباط النور بالشمس و ينعدم الاجسام بفرض قطع تلك الرابطة كما تنعدم بفرض انعدام مادة تحمل صورتها أو صورة تقيم مادتها و الفرق بين الاجسام انما هو فى ما يستعد لقبوله فحظ النبات من عالم الملكوت أكثر و أقوى من الجماد و حظ الحيوان اكثر و الانسان كذلك و حظ العلماء و الكمل من الاولياء و النفوس القدسية اكثر من ساير افراد الانسان و حظ الحجج (عليهم السلام) أوفر و أعظم منهم جميعا، و أما شبهة الجبر و التبعيض فى اللطف فينكشف ان شاء اللّه حين يحين حينه و غلبة ظهور الملكوت فى الحجج (عليهم السلام) اوجبت تخصيصهم بالعليين، و غلبة ظهور المادة و الطبيعة فى الاشرار أوجبت نسبتهم الى السجين، كما أن ظهور ملك اللّه تعالى و انعزال جميع من سواه يوم الحشر أوجب وصفه تعالى بأنه مالك يوم الدين مع أنه مالك كل يوم. (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 6  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست