المسك، و الأرض موكّلة بستره و ابتلاعه و إذا لبس درع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) كانت عليه وفقا و إذا لبسها غيره من النّاس طويلهم و قصيرهم زادت عليه شبرا، و هو محدّث إلى أن تنقضي أيّامه.
«باب» (خلق ابدان الائمة و ارواحهم و قلوبهم (عليهم السلام))
[الحديث الأول]
1- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ اللّه خلقنا من علّيّين و خلق أرواحنا من فوق
التأذى و التنفر منه.
قوله (و الارض موكلة بستره و ابتلاعه)
(1) هذه علامة ثامنة و ذلك اما لتشرفها به كما شرب الحجام دمه (ص) للتشرف و التبرك أو لانه و ان لم يكن له رائحة الا ان صورته كصورة نجو غيره و مشاهدة ذلك يوجب التنفر عنه فى الجملة فامرت الارض بابتلاعه اكراما له (ع).
قوله (و اذا لبس- الى قوله- شبرا)
(2) هذه علامة تاسعة فان قلت هذا ينافى ما رواه المصنف فى باب ما عند الائمة من سلاح رسول اللّه (ص) باسناده عن أبى عبد اللّه (ع) قال: «لبس أبى درع رسول اللّه (ص) ذات الفضول فخطت و لبستها انا ففضلت» حيث دلت على انه زاد عليهما قلت هذا من علامات الامام الّذي يغلب على الاديان كلها [1] و يملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و هو المهدى (ع) يدل على ذلك ما رواه أيضا فى ذلك الباب عنه (ع) قال «و لقد لبس أبى درع رسول اللّه (ص) فخطت على الارض خطيطا و لبستها فكانت و كانت و قائمنا من اذا لبسها ملأها ان شاء اللّه تعالى» و قد ذكرنا تفصيل ذلك سابقا فلا تغفل.
قوله (و هو محدث)
(3) هذه علامة عاشرة [2] و قد مر توضيح ذلك و تفصيله سابقا فلا نعيده
قوله (ان اللّه خلقنا من عليين و خلق أرواحنا من فوق ذلك)
(4) أى خلق ابداننا من
[1] قوله «الامام الّذي يغلب على الاديان» تخصيص يأبى عنه عبارة الحديث فلا بد أن يحمل على ان هذا الدرع غير ذلك أو على و هم فى احدى الروايتين اذ لم يثبت لدينا صحة إحداهما. (ش)
[2] قوله «هذه علامة عاشرة» ان قيل لم يذكر علماؤنا فى كتب الاعتقادات هذه العشرة و أمثالها من شروط الامامة قلنا لان المتكلمين رضى اللّه عنهم اكتفوا بما ثبت صحته يقينا باجماع أو ضرورة أو دليل عقل أو حديث متواتر و هذه العشرة و أمثالها مما ورد فى أحاديث الآحاد و لا يعتمد عليها فى الاصول اذ لا بد فيها من اليقين. (ش)