و صاحبك بعدي أبو محمّد ابني و عنده ما تحتاجون إليه، يقدّم ما يشاء اللّه و يؤخّر ما يشاء اللّه «مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهٰا أَوْ مِثْلِهٰا» قد كتبت بما فيه بيان و قناع لذي عقل يقظان.

[الحديث الثالث عشر]

13- عليّ بن محمّد، عمّن ذكره، عن محمّد بن أحمد العلوي، عن داود بن القاسم قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: الخلف من بعدي الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت: و لم؟ جعلني اللّه فداك؟ فقال: إنّكم لا ترون شخصه و لا يحلّ لكم ذكره باسمه، فقلت: فيكف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجّة من آل محمّد (عليهم السلام).

(باب) الاشارة و النص الى صاحب الدار (عليه السلام)

[الحديث الأول]

1- عليّ بن محمّد، عن محمّد بن عليّ بن بلال قال: خرج إليّ من أبي محمد قبل

و فيه دلالة على أن العبد غير مكلف بشيء من أحكام الدين قبل العلم به.

قوله (يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء)

(1) أى يقدم ما يشاء تقديمه و يؤخر ما يشاء تأخيره بلا معارض و لا مدافع و لما تعلقت المشية الازلية بتقديم أبى محمد قدمه و أمات أبا جعفر ليبطل ظن من ظن أنه المتقدم فى الخلافة و يظهر علمه الازلى بذلك.

قوله (مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ)

(2) «ما» شرطية جازمة لننسخ، منصوبة على المفعولية و «من آية» تميز لها و انساؤها اذهابها عن القلوب يعنى أى شيء ننسخ من آية أو نذهبها عن القلوب نأت بما هو خير لهم منها أو مثلها فى النفع و قد أنسى و ازال عن قلوبهم ما ظنوه من خلافة أبى جعفر بموته و اتى بمن هو خير لهم منه و هو أبو محمد (ع).

قوله (فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف)

(3) المراد بالخلف الاول الحجة و بالخلف الثانى الحسن العسكرى (عليهما السلام) و كيف للانكار أى لا يكون لكم العلم بالخلف بعد الخلف بشخصه أو بمكانه أو لا يجوز لكم التسمية باسمه.

قوله (لا ترون شخصه)

(4) لعل المراد نفى الرؤية عن جماعة أو كلما أرادوا أو فى زمان الغيبة أو كناية عن غيبته و الا فقد رآه جماعة كما سيجيء، و اللّه أعلم.

قوله (و لا يحل لكم ذكره باسمه)

(5) دل على أنه لا يجوز تسميته باسمه مطلقا و لا يبعد تخصيصه بالغيبة الصغرى أو بمحل الخوف و التقية كما يشعر به بعض الروايات الآتية و ربما يشعر به لفظ «لكم» و يؤيده وقوع التصريح باسمه فى بعض الادعية المأثورة و الاحتياط أمر آخر.

قوله (على بن بلال)

(6) من أصحاب أبى جعفر الثانى و الهادى و العسكرى (ع)