إلى قوله- فَأُولٰئِكَ هُمُ الْفٰاسِقُونَيقول: أستخلفكم لعلمي و ديني و عبادتي بعد نبيّكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتّى يبعث النبيّ الذي يليه «يَعْبُدُونَنِي لٰا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً»يقول: يعبدونني بايمان لا نبيّ بعد محمّد (صلى اللّه عليه و آله) فمن قال غير ذلك «فَأُولٰئِكَ هُمُ الْفٰاسِقُونَ»فقد مكّن ولاة الأمر بعد محمّد بالعلم و نحن هم، فاسألونا فان صدقناكم فأقرّوا و ما أنتم بفاعلين، أمّا علمنا فظاهر و أمّا إبّان أجلنا الذي يظهر فيه الدّين منّا حتّى لا يكون بين الناس اختلاف، فانّ له أجلا من ممرّ اللّيالي و الأيّام، إذا أتى ظهر و كان الأمر واحدا، و أيم اللّه لقد قضى الأمر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف و لذلك جعلهم شهداء على الناس ليشهد محمّد (صلى اللّه عليه و آله) علينا و لنشهد على شيعتنا و لتشهد شيعتنا على الناس، أبى اللّه عزّ و جلّ أن يكون في حكمه اختلاف أو بين أهل علمه تناقض، ثمّ قال أبو جعفر (عليه السلام):
فضل إيمان المؤمن بحمله إنّا أنزلناه و بتفسيرها على من ليس مثله في الايمان بها كفضل الانسان على البهائم و إنّ اللّه عزّ و جلّ ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين
(2) يعنى اما علمنا فظاهر لم يدخل النقص فيه بغلبة الاعداء و اما وقت ظهورنا و غلبتنا عليهم حتى يظهر الدين و يرتفع الاختلاف بين الناس فله أجل معين عند اللّه تعالى اذا جاء أجله صار الدين واحدا و رجع الناس من الاختلاف الى الاتحاد و هو زمان ظهور مهدى هذه الامة.
قوله (و لذلك جعلهم شهداء على الناس)
(3) أى و لقضائه تعالى بأن لا يكون بين المؤمنين اختلاف فى الذين جعلهم اللّه تعالى شهداء على الناس لان بناء الشهادة على التوافق فى المشهود به و لذلك ترد الشهادة لو اختلف الشهود فيه فدلت الآية على أنه لا اختلاف فى علم اللّه و لا فى دينه و لا فى حكمه.
قوله (فضل ايمان المؤمن)
(4) هذا يحتمل وجهين أحدهما ان فضل ايمان المؤمن العالم بها و بتفسيرها على ايمان المؤمن الغير العالم كفضل الانسان على البهائم، و ربما يؤيده لفظ الحمل، ففيه ترغيب فى تحصيل العلم، و ثانيهما و هو الاظهر أن فضل المؤمن بها و بتفسيرها على غير المؤمن بها من أهل الخلاف كالفضل المذكور و يرجحه قوله «و ان اللّه تعالى ليدفع بالمؤمنين بها الى آخره».