responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 98

..........


من باب ضرب إذا أشار إليه بهما فحذف المفعول لكثرة الفائدة و شمول جميع الاحتمالات و يحتمل أن يكون الفعل منزّلا منزلة اللّازم قصدا لنفى أصل الفعل و مثله قوله

(لا تشر بيدك)

(1) أي لا تشر بيدك إليه أو إلى أحد من أهل مجلسه لا للرمز و لا لغيره لما في الاشارة باليد و الغمز من الاستخفاف به و ترك تعظيمه و تبجيله و عدم رعاية الأدب معه

(و لا تكثر من القول قال فلان خلافا لقوله)

(2) لأنّ فيه إيذاء له و ترك تعظيمه و توقيره و مثله ما روى أيضا عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا تجعلنّ بلاغة قولك على من سدّدك [1]» يعني من يهديك إلى السداد و الصواب لا تعارضه بفصاحة كلامك بل أطرق رأسك و اسمع قوله بسمع قلبك إذا أردت معرفة ما عنده و لمّا نهى (عليه السلام) عن اكثار السؤال على العالم و أخذ العلوم منه دفعة و في زمان قليل حثّ على طول مصاحبته و استمرار ملازمته و أخذ ما فيه على سبيل التدريج بقوله

(و لا تضجر بطول صحبته)

(3) الضجر القلق و قد ضجر فهو ضجر و علّل ذلك بالتمثيل لايضاح المقصود فقال

(فانّما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها حتّى يسقط عليك منها شيء)

(4) تنتفع به فكما أنّك لا تحرّك النخلة و لا تعلوها و لا تعطف أغصانها و لا تكسرها قبل أوان بلوغ ثمرتها بل تنظر بلوغ ثمرتها و بذلها لتلك الثمرة في وقتها فكذلك ينبغي أن لا تحرّك العالم و لا تضطر به بكثرة السؤال و لا تكسر قلبه بالاقتراح و الالحاح بل لا بدّ من أن تنتظر حتّى يبذلك العلم في وقته، و لا تضجر بطول الانتظار فانّه إذا وقع الانتظار لثمرة النخلة لأجل حياة البدن الّتي هي الحياة الزّائلة الفانية فلا بدّ من الانتظار لثمرة العلم لأجل حياة القلب الّتي هى الحياة الباقية الأبديّة بالطريق الأولى ففيه مبالغة على لزوم الوقوف عند العلماء و ترك الالحاح على السؤال (و العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل اللّه إن شاء اللّه) [2] لأنّ العلم من


[1] فى النهج أبواب الحكم تحت رقم 411 قال «ع»: «لا تجعلن ذرب لسانك على من انطقك و بلاغة قولك على من سددك».

[2] كذا في جميع النسخ التى بايدينا و الظاهر أن في نسخة المؤلف زيادة «ان شاء اللّه» و ليست في النسخ التى عندنا من الكافى و رواه البرقى في المحاسن ص 233 بدون تلك الزيادة و المفيد في الارشاد أيضا.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست