الإكثار نفاد ما عنده أو إظهار خطائه أو عجزه أولا، لأنّ ذلك قد يؤذيه و يؤلمه إلّا أن تعلم أنّه يريد ذلك و من جعل لفظ «عليه» متعلّقا بالسؤال و جعل «على» للضرر و قال: المراد بالسؤال عليه الإيراد و الرّد عليه، يرد عليه أنّ السؤال على هذا الوجه قليله و كثيره سواء في تعلّق النهي به فلا وجه لتعلّقه بالاكثار فقط
(و لا تأخذ بثوبه)
(1) لا في وقت السؤال و لا في غيره لأنّ ذلك استخفاف له و سوء أدب منك
(فاذا دخلت عليه و عنده قوم فسلّم عليهم جميعا و خصّه بالتحيّة دونهم)
(2) بأن تخاطبه و تقول السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته يا فلان، و تسمّيه بأشرف أسمائه و تصبر حتّى يردّ عليك السّلام ثمّ تخاطب القوم و تقول: السّلام عليكم، و قد فعل مثل ذلك بعض الصلحاء المقرّبين حين دخل على الباقر (عليه السلام) و عنده جماعة كثيرة، أو تقول: السّلام عليكم و عليك خصوصا يا فلان أو تقول: السّلام عليكم جميعا و السّلام عليك يا فلان، أو تقصدهم جميعا بالسلام و تخصّه بالثناء و المدح بعد السّلام، و فيه ترجيح العلماء و الفضلاء بزيادة المدح و الثناء كما كان ذلك شأن أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) حين كانوا يدخلون عليهم و عندهم جماعة (و اجلس بين يديه و لا تجلس خلفه)
(3) لما فيه من صعوبة نظره إليك و حرمانك عن شرف مواجهته و مشافهته و النظر إلى وجهه، و قد ورد «انّ النظر إلى وجه العالم عبادة [1]» و أيضا في الجلوس بين يديه رعاية الأدب لأنّه مجلس الخدم و العبيد و الجلوس على اليمين و اليسار داخل في الجلوس بين اليدين بقرينة تخصيص النهي بالخلف و يحتمل أن يكون الجلوس في اليمين و اليسار مثل الخلف لما فيه أيضا من صعوبة النظر و سوء الأدب و قال أبو- عبد اللّه الآبيّ و هو من مشاهير علماء العامّة: ينبغي أن لا يجلس على يمين الاستاد إلّا باذن مقال أو حال، و قد جرت العادة باقامة من لا يستحقّ ذلك
(و لا تغمز بعينك)
(4) أي لا تغمزه أولا تغمز أحدا من أهل مجلسه من غمزه بالعين أو بالحاجب
[1] فى نوادر الراوندى باسناده عن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) قال: