responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 91

..........


أكمل فهو بالتواضع أحرى و أجدر و إنّما أتى بهذا الحكم على وجه يفيد الحصر و صدّره بالتأكيد لدفع ما اعتقدوه من أنّهم أحقّ بهذا منه و قد مرّ الأمر بتواضع كلّ من العالم و المتعلّم للآخر، و هذا الحديث يفيد أنّه في العالم آكد و أولى ثمّ ذكر (عليه السلام) لهذا التواضع فائدتين إحداهما راجعة إليهم و الاخرى راجعة إليه فأشار إلى الفائدة الاولى بقوله

(إنّما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم)

(1) هذه الفائدة و إن علمت بمجرّد فعله (عليه السلام) لكنّه صرّح بها حرصا على إظهارها و رفعا لاحتمال غفلتهم عنها و تأكيدا في المبالغة على فضيلة التواضع الّتي يتمّ بها نظام الدّنيا و الآخرة «و كي» حرف تعليل تفيد سببيّة ما قبلها لما بعدها و ينتصب المضارع بعدها بنفسها أو على إضمار «أن» على قول، و اللام الداخلة عليها زايدة للتأكيد لأنّها بمعناها و «ما» زايدة.

(ثمّ قال عيسى (عليه السلام))

(2) للإشارة إلى الفائدة الثانية

(بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبّر)

(3) تقديم الظرف يفيد الحصر و النفى بلا تأكيد للجزء السلبى، بيّن (عليه السلام) ذلك الحكم بالتمثيل تشبيها للمعقول بالمحسوس لزيادة الإيضاح و التقرير فقال:

(و كذلك في السهل ينبت الزّرع لا في الجبل)

(4) السهل نقيض الجبل يعني كما أنّ الأرض إذا كانت سهلة لينة تقبل نبات الزّرع و نموّه و إذا كانت صلبة حجريّة جبليّة لا تقبله كذلك القلب إذا كان سهلا لينا بالتواضع و الرّقّة و الشفقة يقبل نبات زرع الحكمة و إذا كان صلبا غليظا بالتكبّر و التفاخر و الخشونة و نحوها لا يقبله. فان قلت: هذا التمثيل يفيد أنّ الحكمة من آثار التواضع و هذا ينافي ما ذكرت قبل من أنّ التواضع من آثار العلم و الحكمة، قلت: هذا التمثيل يفيد أنّ زيادة الحكمة و نموّها من آثار التواضع و ما ذكرناه آنفا هو أنّ التواضع من آثار أصل الحكمة فلا منافاة و ليس هذا مختصا بالتواضع بل يجري في ساير الأخلاق و الأعمال أيضا و إن أردت زيادة توضيح فنقول: للحكمة و هي العلم

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست