responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 67

..........


الانسانية و صدودها عن مشاهدة ما عند الحضرة الربوبيّة، و في هذا الابهام تنبيه على عظمة قدر تلك المنافع و علوّ منزلة هذه الحياة بحيث لا يبلغ إليها إلّا الوالهون في مقام التوحيد و السالكون في مناهج التجريد الّذين حياة قلوبهم بأقوات المعارف و الحقائق و غاية مأمولهم الاستضاء بأنوار اللّطائف و الدّقائق و ابتهاج أذهانهم بكشف الأسرار الرّبوبيّة و استنتاج أفكارهم بمشاهدة الأنوار الملكوتيّة و هم الّذين قد قطعوا منازل الطلب و وصلوا إلى المطلوب و أمّا غيرهم و هم الأكثرون عددا فمنهم لا يعرفون العلم و فوائده أصلا و لا يجدون إلى منافعه دليلا أولئك كالانعام بل هم أضلّ سبيلا، و منهم لا يعرفون منه إلّا الرّسم و لا يفهمون منه إلّا الاسم و لا يتصوّرونه إلّا بانّ طلبه يوجب الخروج من حضيض الجهالة و الضلال إلى أوج السعادة و الكمال و من حدّ السمات البشريّة إلى الاتّصاف بالصفات الملكيّة و من المنازل الجسمانية إلى المقامات الرّوحانية و لا يعرفون كنه حقيقة تلك الحالات و لا يجدون في نفوسهم حلاوة تلك اللّذات و إنّما ينطقون باسمها و يغفلون عن حقيقتها و وصفها و ذلك مبلغهم من العلم و كم من فرق بين تصوّر اسم الكمالات و بين معرفتها بالوصول إليها كما هي و الإحاطة بها كما يظهر ذلك بالفرق بين تصوّر اسم الجنّة مثلا و بين معرفتها كما هي و معرفة نسيمها و كثرة نعيمها بعين المشاهدة فإنّ من حصل له هذه المعرفة يرى بدنه في هذه الدّار و روحه في دار القرار و ليس له همّ إلّا الوصول إليها بخلاف من حصل له ذلك التصوّر فإنّه كثيرا ما يشتغل بزهرات الدّنيا و متمنّيات النفس عن طلبها كما هو المشاهد من الأشرار و لو يعلم هؤلاء بعين البصيرة

(لطلبوه و لو بسفك المهج)

(1) السفك الإراقة، و المهج جمع المهجة و هي بضم الميم و سكون الهاء الدّم مطلقا أو دم القلب خاصّة و يطلق على الرّوح أيضا يقال: خرجت مهجته إذا خرجت روحه و لعلّ الوجه فيه أن الرّوح الحيواني تابع للدّم [1] لتكوّنه منه فخروج الدّم مستلزم لخروجه و سفك


[1] الروح الحيوانى في اصطلاح الاطباء بخار لطيف له مزاج خاص يستعد به البدن لقبول النفس و هو يجرى مع الدم في الشرائين كثيرا و في الاوردة قليلا و الروح مطلقا فى اصطلاحهم ثلاثة الروح الطبيعى و منشأه الكبد و فائدته احياء القوى النباتية و الدليل على وجوده ان انسداد مجاريه يورث موت تلك القوى كالغاذية و المولدة، و الروح الحيوانى منشأه القلب و فائدته تحريك القلب و الشريان و الرية و التنفس و اخراج الابخرة الدخانية و الدليل على وجوده توقف هذه الاعمال بانسداد مجراه، و الروح النفسانى منشأه الدماغ و يجرى من الاعصاب الى الاعضاء و فائدته احياء قوى الحس و الحركة و بانسداد مجراها يعرض الفالج و الخدر و مما يدل على وجوده ان الانسان اذا دار على نفسها مرارا ثم سكن يحس بعد سكونه ان كل شيء يدور عليه مدة لان الروح في الدماغ يدور بعد سكون البدن بعد (ش).

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست