responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 393

..........


الصور الكليّة الكائنة و الأمور الجزئيّة المندرجة تحتها فأمكنه الإخبار عنها و بها و قيل: ما تضمّنه هذا الحديث من تعليمه (صلى اللّه عليه و آله) له (عليه السلام) ما كان و ما يكون يمكن حمله على الأحكام الشرعيّة في المسائل الكائنة و المتجدّدة، و يمكن حمله على بعض المغيبات الّتي اطّلع اللّه تعالى رسوله (صلى اللّه عليه و آله) عليها و قد دلّ الأخبار و كلام أصحاب السير من الخاصّ و العامّ على أنّ عليا (عليه السلام) كان عالما بالأمور المغيبات و أخبر بكثير منها، و روي أنّه (عليه السلام) بعد ما أخبر ببعض الحروب و القتال و الوقائع الّتي يقع بعده (عليه السلام) قال له بعض أصحابه: لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب فضحك (عليه السلام) و قال للرّجل و كان كلبيّا: يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب و إنّما علم الغيب علم الساعة و ما عدّه اللّه سبحانه بقوله: «إِنَّ اللّٰهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّٰاعَةِ الآية» فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أثنى و قبيح و جميل و سخي أو بخيل و شقي أو سعيد و من يكون للنّار حطبا او في الجنان للنبيّين مرافقا، فهذا علم الغيب الّذي لا يعلمه إلّا اللّه و ما سوى ذلك علم علّمه اللّه رسوله (صلى اللّه عليه و آله) فعلّمنيه و دعا لى بأن يعيه صدري و يضطمّ [1] عليه جوارحي و في بعض النسخ جوانحي [2].

(ثمّ وضع يده على صدري و دعا اللّه لي أنّ يملأ قلبي علما و فهما و حكما و نورا)

(1) التركيب من باب ملأت الإناء ماء ففاعل يملأ ضمير يعود إلى اللّه، و قلبي مفعوله و علما و ما عطف عليه تميز له و هو بحسب المعنى فاعل أي يملأ العلم قلبي، و الفهم في اللّغة العلم. قال الجوهري: فهمت الشيء فهما علمته. و الأظهر أنّ المراد به هنا جودة الذّهن و كمال قوّته لاستخراج المطالب، و الحكم بضمّ الحاء و سكون الكاف العلم الكامل المانع من العود إلى الجهل و السفه الزّاجر عنهما قطعا و بكسر الحاء و فتح الكاف جمع الحكمة و هي بمعنى الحكم و الأوّل أنسب للتوافق بينه و بين غيره من المنصوبات في الافراد و قد يفسّر الحكمة بالعلم بأعيان الموجودات على ما هي عليه بقدر الطاقة و قد يفسّر أيضا بالعلم بالشرائع النبويّة، و النور هو الضياء و بعبارة اخرى هو الظاهر في نفسه المظهر لغيره و لعلّ المقصود


[1] اضطمت عليه الضلوع: أى اشتملت.

[2] النهج قسم الخطب تحت رقم 126.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست