responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 283

..........


خرج عن حكم أخواته نحو استقال و استقام أي ففي مقام اشتباه الحقّ بالباطل غلب الشيطان على أحبّائه و استولى على أوليائه المستعدين لقبول وساوسه و القابلين لاتّباع هواجسه بسبب تزيينه لهم الأهواء و الأحكام الخارجة عن الكتاب و السنّة، و إغوائه إيّاهم عن تميز الحقّ من الباطل فيما سلكوه من الشبهة اولئك سيجدون قبائح أعمالهم و عقائدهم و هم عليها واردون و اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون، و أمّا العارفون باللّه بعين الحقيقة و السالكون إليه بنور البصيرة و هم التابعون للأئمّة (عليهم السلام) و الرّاجعون إليهم في حلّ الشبهات فلا سبيل له عليهم كما أشار إليه بقوله

(و نجا الّذين سبقت لهم من اللّه الحسنى)

(1) في مشيّته و قضائه الأزلي و هم الّذين أخذت العنايات الإلهيّة بأيديهم في ظلمة الشبهات و قادتهم التوفيقات الرّبانيّة إلى الائمّة الهداة للاستعلام عن حلّ المشكلات فاهتدوا بنور هدايتهم إلى تميز الحقّ من الباطل و تفريق الصحيح من السقيم أولئك هم عن النار مبعدون و اولئك هم في الجنة خالدون، و اعلم أنّ قصده (عليه السلام) من هذه الخطبة هو الشكاية عن الخلق بتركهم الإمام الهادي الفارق بين الحقّ و الباطل بحيث لا يقع الاشتباه بينهما كما لا يقع الاشتباه بين ضوء النهار و ظلمة اللّيل و تمسّكهم بعقولهم الناقصة و آرائهم الفاسدة فصار ذلك سببا لانحرافهم عن القوانين الشرعيّة لسوء فهمهم و عدم وقوفهم على مقاصدها و ضمّوا إليها متخيّلات أوهامهم و مخترعات أفهامهم و حملوها على غير وجوهها كالمجسّمة حين سمعوا مثل قوله تعالى: الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوىٰ حملوه على أنّه تعالى جسم كالأجسام. و كالغلاة حين رأوا منه (عليه السلام) ما يدلّ على كرامته و ولايته ضمّوا إليه شبهات نفوسهم و اعتقدوا أنّه ربّ. و كأهل النهروان حين رأوا ما وقع من التحكيم ضمّوا إليه مفتريات أذهانهم و ظنّوا أنّه كاذب في دعوى الإمامة و استحقاق الخلافة و كذلك غير هؤلاء من أصحاب الملل الفاسدة فصاروا بتلك العقائد من أولياء الشيطان و أعوانه في إضلال الناس و لو كانوا يرجعون إليه (عليه السلام) لخلّصهم من تلك الشبهات و نجّاهم من هذه الهلكات، و اللّه ولي التوفيق و إليه هداية الطريق.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست