التهوّر و الشره و الغضب و الحسد و الكفر باللّه و برسوله و أئمته و ملائكته و كتبه و رسله و إنكار الصلاة و الزّكاة و الصوم و الحجّ إلى غير ذلك من رذائل الصفات و الأخلاق و مقابح العقائد و الأعمال، و ملخص القول في هذا الحديث أنّ الإنسان في أوّل نشوه إلى نهاية عمره ساير إلى اللّه تعالى فوجب عليه أن يعرفه أوّلا لأنّه المقصد في هذا المسير و أن يعرف ما صنع به لأنّ تلك المعرفة تبعثه على زيادة الرّجاء و الشوق إليه و أن يعرف ما يعينه في طريقه و ينفعه عند الوصول إلى مقصده و يوجب القرب منه ليحمله معه و أن يعرف ما يضلّه عن طريقه و يضرّه عند الوصول إلى الغاية و يوجب البعد من المقصد ليرفضه عن نفسه لكن بتوسّط أستاد مرشد و عالم مسدّد و إمام مؤيّد من عند اللّه تعالى لأنّ العقول الناقصة لا تستقلّ بمعرفة الرّب و صفاته و قوانين الشرع [1] بدون الرّجوع إلى الشارع و من نصبه، و لذلك أخطأ كثير من العلماء المتّكلين على عقولهم فيها فضلّوا و أضلّوا كثيرا و أورد و اقومهم دار البوار جهنّم و ساءت مصيرا.
[الحديث الثاني عشر]
«الاصل»
12- «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن» «سالم قال: قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام): ما حقّ اللّه على خلقه، فقال: أن يقولوا» «ما يعلمون و يكفّوا عمّا لا يعلمون، فاذا فعلوا ذلك فقد أدّوا إلى» «اللّه حقّه».
[1] الجمع بين كلامه هنا و ما سبق من تعظيم مقام العقل و الامر بالاتكال عليه أن العقل حجة من حجج الرحمن و لكن ليس مستغنيا عن التعلم و كما يحتاج المهندس الى قراءة كتاب اقليدس و لا يمكن أن يتنبه لما فيه بفطنته كذلك يحتاج العالم الروحانى و الحكيم الالهى الى الرجوع الى الأنبياء و الائمة (عليهم السلام) ليهتدى عقله في اصول المعارف الى الحق و ان كان يأخذ عنهم الفروع تعبدا. (ش)