responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 241

..........


إمكانه فالمتصوّر ممكن الوجود لا واجب الوجود فلا يكون العارف به عارفا بل هو جاهل و إلى هذه المراتب أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله «أوّل الدّين معرفته و كمال معرفته التصديق به و كمال التصديق به توحيده و كمال توحيده الإخلاص له و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف و شهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة، فمن وصفه فقد قرنه و من قرنه فقد ثنّاه و من ثنّاه فقد جزّأه و من جزّأه فقد جهله» [1]

(و الثاني أن تعرف ما صنع بك)

(1) من انشائك في ظلمات الأرحام و شغف الأستار و إعطاء الوجود و القدرة و إفاضة النفس و قواها و تحسين البنية و تهذيب الصورة و تقويم الاعتدال و تسوية المثال و إيجاد الأعضاء الظاهرة و الباطنة و تقدير منافعها من لسان لافظ و بصر لاحظ و قلب حافظ، ثمّ هدايتك بإرسال الرّسول و إنزال الكتاب إلى المقامات العالية في الدّار الباقية و ما يعود إليك ممّا لا يعرف أحد قدره و لا يدرك وصفه لتفهم معتبرا و تصير مزدجرا و تنتقل إليه انتقالا من رحم هذه الدّار و تسكن مع روح و راحة و سرور في منازل الأبرار، و أمثال هذه الأمور الّتي صنعها بك و إن لم يمكنك أن تعرف كلّها على التفصيل كيف و قد قال بعض المحقّقين إظهارا لعجزه: إنّي كتبت أزيد من ألف ورق في تشريح الأعضاء و بيان منافعها [2] و بعد لم أذكر وصف قطرة واحدة من بحر إحسانه و إفضاله تعالى شأنه و لكن بحكم ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه ينبغي لك أن تصرف العمر في معرفة قدر يمكنك الاحاطة به بعون اللّه تبارك و تعالى.

(و الثالث أن تعرف ما أراد منك)

(2) من الاتيان بالطاعات و الانتهاء عن المنهيّات و الإقرار بالرسول الأمين و الأئمة الطاهرين و الملائكة المقرّبين و الكتاب المبين و الاتّصاف بالشجاعة و العفّة و الحلم و الصبر و الشكر و التوكّل و الرّضا إلى غير ذلك من محاسن الأخلاق الّتي نطقت بها الشرائع النبويّة

(و الرّابع أن تعرف ما يخرجك من دينك)

(3) مثل


[1] النهج قسم الخطب تحت رقم 1.

[2] و الف في زماننا كتب في التشريح و منافع الاعضاء اكثر من الف ورقة أيضا في بلاد الافرنج و لا أظنهم بلغوا شيئا و العجب من بعضهم حيث رأوا عجائب صنعه تعالى فصرفهم النظر في الصنع عن التفكر في الصانع فلم يؤمنوا باللّه الحكيم. (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست