responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 226

..........


الترك و هذا تكلّف مستغنى عنه بما ذكرناه

(فراع يرعى حياته)

(1) أي يرعى و يحفظ حياته الأبديّة و هي حياة نفسه برعاية الكتاب و التدبّر فيه و العمل به و تقويم حدوده و أحكامه و اتّباع جميع ما فيه و من جملة ما فيه الاقتداء بولاة الأمر و هداة الدّين في القول و العمل

(و راع يرعى هلكته)

(2) الهلاك السقوط و قيل الفساد و قيل هو مصير الشيء إلى حيث لا يدري أين هو و الهلكة بضمّ الهاء و سكون اللّام مثله و ضبطه بعضهم بضمّ الهاء و فتح اللام أي و راع يرعى و يحفظ ما فيه هلكته الأبديّة الاخرويّة و هو نبذ الكتاب و تحريف حدوده و ترك أحكامه و الاقتصار على مجرّد روايته من غير أن يتفكّر فيه و يعمل به و كان من نبذه الكتاب و عدم العمل به أن ولى الّذين لا يعلمون على الّذين يعلمون فأوردوه على الهوى و أصدروه إلى الرّدى فهو مع السادة و الكبراء من أهل الدّنيا و إذا تفرّقت قادة الأهواء كان مع أكثرهم مالا و أعظمهم جاها، و ذلك مبلغه من العلم و لا يزال كذلك في طمع و طبع حتّى يسمع صوت إبليس من لسانه و هو معجب مفتون إلى أن يموت و يجد هلاكه و نكاله جزاء بما كسبت و هو من الخاسرين

(فعند ذلك اختلف الرّاعيان و تغاير الفريقان)

(3) أي عند ظهور الحياة و الهلاك و كمال انكشافهما برفع الحجب و الأستار و هو وقت الموت أو يوم القيمة الّذي يبرز فيه الخفيّات و يظهر فيه الأسرار بحيث يشاهد كلّ نفس بعين اليقين ما قدّمت من عمل حاضرا اختلف الرّاعيان فكلّ راع مع ما يرعاه بحيث لا يبقى لراعي الهلاك مجال مناقشة مع راعي الحياة في ادّعاء الحياة لنفسه «و تغاير الفريقان» أي فريق الحياة و الهداية و فريق الهلاك و الغواية و هما اللّذان أخبر اللّه سبحانه عنهما بقوله: «فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ» و أمّا الدّنيا فلكونها دار التكليف و الامتحان و مقام الحجاب و الالتباس، فربّما يقع فيها التباس عند الجهلة بين الناجي و الهالك و يدّعي الهالك أنّه الناجي إمّا لأنّه أحبّ نفسه فلا يرى عيبها أو لأنّه ألف بالباطل و أنس به فيراه حقّا أو لأنّه قادته الأهواء الباطلة إلى الدّنيا و رأى أنّه لا يمكنه الوصول إليها إلّا بدعوى الصلاح و النجاة فادّعاهما على سبيل الخدعة و التدليس فهذا بحسب الظاهر إنسان مثل أهل الحقّ و بذلك يقع التباس بينهما و

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست