responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 203

..........


الأفعال المخصوصة بها و الحركات الناشية منها و لا بدّ لتعديلها و تصحيحها و تقويمها و إرجاعها إلى الصحّة من معالجات طبيّة و استعمال أغذية و أدوية مناسبة كذلك النفس طرأ عليها في السير الى اللّه و الوصول إلى حضرته و الفوز بكرامته و البلوغ إلى الغاية المذكورة كلال و ملال و أمراض مانعة لها عن تحصيل هذه المطالب بعضها ينشأ من استشعارها ألم الجهل و بعضها من استشعارها ألم الخوف أمّا الأوّل فلانّ الجهل البسيط لازم لها غير منفكّ عنها كما يرشد إليه قوله تعالى «فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ» فهي و إن كانت صحيحة من وجه، عليلة كليلة من وجه آخر، و أمّا الثاني فلأنّها و إن بالغت في بذل الجهد في لزوم أوامر اللّه و نواهيه و التصفية عن الأدناس و إلقاء حجب الغفلة و استار الهيئة البدنيّة لكنّها ما دامت في هذه الأبدان فهي في أغطية من هيآتها و حجب من أستارها و إن رقّت تلك الحجب و ضعفت تلك الأغطية و إنّما تتخلّص من شوائب تلك الحجب و الأغطية و ظلماتها بالخلاص عن هذه الأبدان إذ حينئذ تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها و بينه أمدا بعيدا فتكون مشاهدة بعين اليقين ما أعدّ لها من خير و شرّ بحسب استعدادها بما كسبت من قبل فأمّا قبل المفارقة فانّ حجاب البدن مانع لها عن مشاهدة تلك الامور كما هي و إن حصلت على اعتقاد جازم برهاني أو نوع من المكاشفة الممكنة كما في حقّ أولياء اللّه إلّا أنّ ذلك الوقوف كالمشاهدة لا أنّها مشاهدة حقيقيّة خالصة إذ لا ينفكّ عن شائبة الوهم و الخيال إذا كانت حالها قبل المفارقة هكذا فهي دائما كليلة عليلة من مرض الهمّ و الخوف من سقوطها عن مدارج الحقّ و من تحمّلها ما لا يحتاج إليه من الأعمال و العقائد أو ما يليق به تعالى و من انتكاسها و انعكاسها بسبب غلبة العدوّ و قطّاع الطريق و من الرجوع إلى شهوات الدّنيا بسبب تدليسات القوى الدّاعية إليها و من انقطاع زادها الرّوحاني و من عمي بصيرتها عن مشاهدة اللّطف الربّاني و من موتها بسبب استيلاء مرض الجهل فهي دائما في كلال فلا بدّ من إمدادها و ترويحها و تصحيحها بمعالجات حكميّة و استعمال أغذية و أدوية روحانيّة بأن يطلب لها من طرائف الحكمة و حديثها ما يعجبها و من لطائف العلوم و جديدها ما ينشطها و من شرائف المعارف و سديدها ما يحرّكها و يشفيها من هذه الأمراض

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست