responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 204

..........


و الآلام و من طرائف الحكمة ما في هذا الكتاب من المواعظ و النصائح [1] فطوبى لمن جعلها مفتاح قلبه و مصباح لبّه و ويل لمن اتّخذها ظهريّا و نبذها من ورائه نسيا منسيّا و هذا أي ارتياح النفس بطرائف الحكمة و بدائعها إذا كانت النفس قابلة للعروج إلى المقامات العالية مستعدّة لاكتساب الفيوضات الالهيّة متحلّية بحلية العلوم و الفضائل متخلّية عن الشرور و الرّذايل فإنّها إذا كانت بهذه المنزلة تلتذّ بإدراك طرائف الحكمة و حقائقها و نيل لطائف العلوم و دقائقها، و أمّا النفوس المعطّلة الخالية عن شوائب الفضيلة كنفوس الأوباش و الأوغام فإنّها تستنكف من استشمام نسائم العلوم و يأخذ أنف نفسه من ريح شمائمها بل تزداد مرضها أو تموت فجأة لو استمع إلى خبر صحيح و أثر صريح و لو أردت أن تحييها فاقرأ على سمعها زخارف الأقاويل و قبائح الأباطيل و حكايات السارقين و روايات الفاسقين و الأقوال الواصفة للدّنيا و باطلها الّتي تنفّر عن الآخرة و تجذب عن الأفق الأعلى فإنّها تستريح بها و تستمح إليها و تنشط منها كنشاط العطشان من شرب الماء و تهتزّ كاهتزاز الأرض من مطر السماء.


[1] أشار بهذا الكتاب الى كتاب الكافى أو الى هذا الشرح و ليس المراد من الطرائف التى أمر بها في الحديث الحكايات الكاذبة و القصص المخترعة و هزليات الاشعار التى يشتاقها العامة و لا يملون منها كحكايات الف ليلة و ليلة بل ما يكون طريفا و منشطا و مع ذلك مشتملا على عبرة و حكمة أو ما يفيد فائدة ما كالاشعار و الحكايات الموضوعة على السنة الحيوانات و كتب السياحة و تواريخ البلدان و أمثال ذلك و من أحسن المجاميع في ذلك كتاب الكشكول للشيخ بهاء الدين عليه الرحمة و جرب كثيرا أن من يهتم بشيء واحد و يصرف فكره فيه فقط و لا يتجاوز الى غيره كمن يصرف عمره في كتاب واحد من الاصول و الكلام و النحو و لا يتنوع و لا ينظر في الطرائف أنه يتبلد و ينجمد و لا يفيد فائدة علمية كثيرة و اما علم الحديث و القرآن فهو متنوع بنفسه و مشتمل على طرائف الحكم. (ش)

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست