responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 180

..........


لشأنه إذا التفصيل ممّا يعجز عنه إدراك عقولنا فقال

(و من يطع اللّه يأمن و يستبشر)

(1) أي من يطع اللّه في حلاله و حرامه و أوامره و نواهيه و في كلّ ما جاء به نبيّه (صلى اللّه عليه و آله) يأمن العقوبات و المكروهات الاخرويّة و الدّنيويّة و يستبشر عند الموت و ما بعده بالتفضّلات و المثوبات الأخرويّة ممّا لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر [1] و كذا لمّا أشار إلى أنّ العاصي غاشّ لنفسه و الغشّ لا يكون إلّا لضرر يعود إليه أشار إجمالا إلى ذلك الضرر بقوله

(و من يعصي اللّه يخب و يندم)

(2) أي من يعص اللّه تعالى في الامور المذكورة و آثر الرّذايل على الفضائل و السيّئات على الحسنات و رتع في مراتع النفس الأمّارة و تبع ميولها إلى مقتضيات القوّة الشهويّة و الغضبيّة و لم يؤدّ بها بالتأديبات الشرعيّة و السياسات العقليّة و النقليّة فهو يخيب من الرّحمة الإلهيّة و البشارات و الكرامات الرّبّانيّة و لا ينال المثوبات الاخرويّة و يندم ممّا فرط في جنب اللّه من إيثار الامور المذكورة الزّائلة الفانية على الامور الدّائمة الباقية، هذا و أمثاله حين شاهدوا أهوال الآخرة و اشتدّ فزعهم بها قالوا «رَبَّنٰا أَبْصَرْنٰا وَ سَمِعْنٰا فَارْجِعْنٰا ... نَعْمَلْ صٰالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنّٰا نَعْمَلُ» فيجيبهم ربّ العزّة «أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ مٰا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَ جٰاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمٰا لِلظّٰالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ» و في العبارة الاولى أمر بالطاعة و ترغيب فيها بذكر فوائدها و منافعها و في الثانية نهي عن المعصية و تبعيد عنها بذكر مضارّها و مقابحها و ينبغي أن يعلم أنّهم (عليهم السلام) هم الحكماء الالهيّون البالغون و نحن الأطفال الناقصون فهم يكلّموننا على قدر عقولنا و يرغّبوننا في الطاعة بذكر منافعها و يبعدوننا عن المعصية بذكر مضارّها كما أنّا نفعل مثل ذلك مع أولادنا و إلّا فاللّه سبحانه بذاته مستحقّ للطاعة و العبادة و التقرّب إليه و ترك المعصية و المخالفة له كما أشار إليه (عليه السلام) بقوله «ما عبدتك طمعا في جنّتك و لا خوفا من نارك بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك» اللّهم ثبّتنا على صراطك و أقمنا على مرضاتك إنّك بالاعانة قدير و بالاجابة جدير.


[1] كمية و لمية و كيفية و ماهية كما يتنبه له مما مر في الحاشية السابقة (ش).

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست