responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 179

..........


الحمي أوشك أن يقع فيه» و كذلك إذا جالس أهل الشرّ و تساهل معه في السكوت عمّا يراه من منكراته يأنس بالمعاصي و يألف بتكرارها و ربّما يسوقه إلى فعل المنكر و مشاركته فيه

(و لا تدهنوا في الحقّ فتحسروا)

(1) أي لا تساهلوا فيما ثبت أنّه حقّ، اعتقاديّا كان أو عمليّا، فعلا كان أو تركا، فتخسروا لذلك بنقصان الإيمان في الدّنيا و حرمان الثواب في الآخرة، ثمّ شرع في ذكر أخبار متضمّنة للأوامر و النواهى فقال:

(و إنّ من الحقّ أن تفقهوا)

(2) يعني أنّ من حقّ اللّه تعالى عليكم الّذي يجب عدم المساهلة فيه أن تفقهوا في الدّين و تطلبوا أصوله و فروعه من أهله إذ الغرض من إرسال الرسول و تقرير الشرائع حمل الخلق على التعبّد و العقائد الصحيحة و لا يتمّ ذلك إلّا بالتفقّه و ترك المساهلة فيه

(و من الفقه أن لا لا تغترّوا)

(3) بالعلم و العمل و لا تميلوا إلى الباطل فإنّ الاغترار بهما من المهلكات، و يحتمل أن يقرأ بالفاء من الفتور فيكون زجرا عن الضعف و الانكسار في العمل و حثا على الاجتهاد فيه و حاصل القضية الاولى الأمر بالتفقّه و الثانية النهي عن الاغترار و الفتور

(و إنّ أنصحكم لنفسه أطوعكم لربّه)

(4) لأنّ الغرض من النصح جلب الخير و المنفعة إلى المنصوح و لا ريب في أنّ أعظمهما هو تحصيل السعادة الباقية و اقتناء الكرامات الأبديّة و التحرز من العقوبات الاخرويّة و لا في أنّ هذه الامور إنّما تنال بطاعة اللّه تعالى، و لا في أنّ من كانت طاعته له أكثر و أتمّ كانت سعادته أكمل و أعظم فلا شبهة في أنّ أنصح الناس لنفسه من بالغ في طاعة ربّه

(و أغشّكم لنفسه أعصاكم لربّه)

(5) و هو ظاهر ممّا قرّرناه فانّ الغرض من الغشّ جلب الشرّ و الضرّ إلى المغشوش و لا ريب في أنّ أعظمهما هو الشقاوة الأبديّة و لا في أنّ تلك الشقاوة إنّما تحصل بمعصية اللّه تعالى و لا في أنّ من كانت معصيته أتمّ كانت شقاوته أعظم فلا شبهة في أنّ أغشّ الناس لنفسه من بالغ في معصية ربّه و حاصل الفقرة الاولى هو الأمر بالطاعة و التعلّم أتمّ ما يمكن، و الثانية هو النهي عن المعاصي أبلغ ما يتصوّر، و رغّب في الطاعة بذكر نصيحة النفس لكون النصيحة محبوبة مرغوبة، و نفّر عن المعصية بذكر غشّها لكون الغشّ مستكرها مهروبا عنه، و لمّا أشار (عليه السلام) إلى أنّ المطيع ناصح لنفسه و النصح لا يكون إلّا لخير يعود إليه، أراد أن يشير إلى ذلك الخير إجمالا و تعظيما

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست