responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 133

..........


و منها الظفر بمرتبة الرّئاسة الدّينية و الدّنيوية الّتي هي الخلافة الكبرى، و منها إحياء النفس و قد قال اللّه تعالى «وَ مَنْ أَحْيٰاهٰا فَكَأَنَّمٰا أَحْيَا النّٰاسَ جَمِيعاً» و في منعه مضرّة عظيمة و مفاسد كثيرة غير خفيّة على ذوي البصائر و لذلك قال سيّد الوصيّين:

«لا خير في علم لا ينفع» [1] أي لا ينفع صاحبه غيره و قال (صلى اللّه عليه و آله): «من سئل عن علم ثمّ كتمه ألجم يوم القيمة بلجام من نار» [2] و هذا العهد إمّا وقع بمقتضى العقل و حكمه أو وقع في وقت الفطرة أو في وقت أخذ الميثاق من ذريّة آدم بالرّبوبيّة له و بالنبوّة لكلّ نبيّ و بالوصاية لعليّ (عليه السلام)، ثمّ عهود اللّه تعالى متكثّرة منها عهد أخذه على جميع الخلائق بربوبيّته، و منها عهد أخذه على النّبيّين بأن يقيموا الدّين و لا يتفرّقوا فيه، و منها عهد أخذه على العلماء بأن يبيّنوا الحقّ و لا يكتموه، و منها عهد أخذه على الجهّال بطلب العلم، و منها عهد أخذه على ذريّة آدم بنبوّة كلّ نبىّ سيّما خاتم الأنبياء (صلى اللّه عليه و آله)، و منها عهد أخذه عليهم بخلافة سيّد الوصيّين

(لأنّ العلم كان قبل الجهل)

(1) تعليل لتقدّم أخذ العهد على العلماء [3] ببذل العلم على أخذ العهد على الجهّال بطلبه قيل: فيه إشكال لأنّ كلّ واحد من أفراد الناس في أوّل الخلقة جاهل ثمّ يكتسب العلم و يصير عالما أو لا يكتسبه فيبقى على جهله فكيف يكون العلم قبل الجهل؟ أقول لا دلالة فيه على أنّ العلم المتقدّم و الجهل المتأخّر بالنسبة إلى محل واحد أو إلى شخص شخص بل إنّما يدلّ على أنّ وجود حقيقة العلم قبل تحقّق حقيقة الجهل [4] فيجوز أن يراد بالعلم المتقدّم علم الواجب أو


[1] النهج في كتاب له (ع) الى ابنه الحسن (ع) تحت رقم 31.

[2] أخرجه الحاكم في المستدرك ج 1 ص 102.

[3] الفيض يتخطى من الاشرف الى الاخس و وسائط فيض الحق تعالى اعاظم الوجود و افاضلهم فالتكليف و العهد يتوجه الى العالم قبل ان يتوجه الى الجاهل (ش).

[4] العلم قبل الجهل في الوجود كما ان الكامل قبل الناقص و الفعل مقدم على القوة و الصورة قبل الهيولى و الناس مختلفون في هذه القاعدة فالماديون و الملاحدة و اصحاب الحس قائلون بان الجوهر الموجود المستقل بذاته هو الجسم المادى ليس قبله شيء و منه ابتدأ الاشياء و بسبب تركيب العناصر حدث الصور و منه وجد الانسان و العقل عرض حادث حال في الدماغ و حاصل تركيب خاص و مزاج فيه. و الالهيون قائلون بخلاف ذلك و ان الجوهر المستقل الموجود أولا هو العقل و الاجسام معلولة له و متفرعة عليه و الهيولى اعنى المادة متعلقة القوام بالصورة و الصورة متعلقة بموجود مجرد عاقل يقيم الصورة مع الهيولى و النظر في خلقة الانسان و تركيب أعضائه و المصالح التى روعيت فيها يدل دلالة واضحة أن موجدها موجود عاقل مقدم على الدماغ فكيف يكون العقل مطلقا فرعا على الدماغ و ما هذا إلا دور صريح فقوله «ع» العلم قبل الجهل قريب المفاد من قولهم اوّل ما خلق اللّه العقل و بالجملة الماديون قائلون بانحصار الوجود في قوس الصعود و تدرجه من الاخس الى الاشرف، و الالهيون قائلون بقوس النزول و الصعود معا و تدرج الوجود من الاشرف الى الاخس ثم رجوعه من الاخس الى الاشرف (ش).

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست