جفاء و قسوة و مدخله و مخرجه عار عليك، و أما الأحمق فإنّه لا يشير عليك بخير و لا يرجى لصرف السّوء عنك و لو أجهد نفسه. و ربما أراد منفعتك فضرّك فموته خير من حياته و سكوته خير من نطقه و بعده خير من قربه، و أمّا الكذّاب فإنّه لا يهنّئك معه عيش، ينقل حديثك و ينقل إليك الحديث كلّما أفنى أحدوثة مطرها باخرى مثلها حتّى أنّه يحدّث بالصدق فما يصدّق و يفرّق بين النّاس بالعداوة فينبت السخائم في الصّدور، فاتّقوا اللّه عزّ و جلّ و انظروا لأنفسكم.
[الحديث الثاني]
2- و في رواية عبد الأعلى، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لا ينبغي للمرء المسلم أن يواخي الفاجر فإنّه يزيّن له فعله و يحبّ أن يكون مثله و لا يعينه على أمر دنياه و لا أمر معاده و مدخله إليه و مخرجه من عنده شين عليه.
[الحديث الثالث]
3- عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن محمّد بن يوسف عن ميسّر، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: لا ينبغي للمرء المسلم أن يواخي الفاجر و لا الأحمق و لا الكذّاب.
[الحديث الرابع]
4- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن بعض أصحابه
المسبب على السبب للمبالغة و فى الكنز جفا ستم كردن و قرار نگرفتن چيزى بر جاى خود و لعل وجه الجفاء أنه لما لم يبال بما قال و ما فعل و شق ستر الديانة لا يحفظ حق الصداقة فيقول و يفعل ما يؤذيه و يبيعه باليسير و يهتك عرضه بالحقير و لذلك قال أمير المؤمنين (ع): «اياك و مصادقة الفاجر فانه يبيعك بالتافه» و وجه القسوة أنه قسى القلب و القساوة مسرية و وجه العار ظاهر
(و ربما أراد منفعتك فضرك)
(1) فى الدين و الدنيا لعدم علمه بان كلامه حق أو باطل و فعله حسن أو قبيح فيتكلم بالباطل و يفعل القبيح لقصد المنفعة و هو يضرك و لذلك ورد النهى عن الاستشارة بالاحمق
(كلما افنى أحدوثة مطرها باخرى مثلها)
(2) الاحدوثة ما يتحدث به. و المطر الاسراع مطرت الطير يمطر مطرا اذا أسرع فى هويها و الخيل اذا جاءت يسبق بعضها بعضا و فى بعض النسخ مطها أى مدها
(حتى أنه يحدث بالصدق فما يصدق)
(3) و لذلك تركوا العمل برواية الكذابين و هنا حكاية مناسبة و هى أن جماعة دخلوا فى بيئة فانفرد واحد فى ناحية فنادى السبع السبع فاجتمعوا عليه فوجدوه كاذبا فتفلوا فى وجهه و رجعوا ثم فعل و فعلوا ذلك مرتين و المرة الرابعة و هى مرتبة صدقه لم يصدقوه و لم يجتمعوا عليه فافترسه السبع.
(و يعرف بين الناس بالعداوة)
(4) يعرف بالعين المهملة و الفاء و فى بعض النسخ يفرق من التفريق و فى بعضها يغرى من الاغراء