فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور ثمّ نزل في طول عشرين سنة، ثمّ قال: قال النبيّ (صلى اللّه عليه و آله): نزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلة من شهر رمضان و انزلت التّوراة لستّ مضين من شهر رمضان و انزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان و انزل الزّبور لثمان عشر خلون من شهر رمضان و انزل القرآن فى ثلاث و عشرين من شهر رمضان.
[الحديث السابع]
7- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن بعض رجاله، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: لا تتفأل بالقرآن.
[الحديث الثامن]
8- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن محمّد بن الورّاق قال: عرضت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) كتابا فيه قرآن مختّم معشّر بالذّهب و كتب في آخره سورة بالذّهب فأريته إيّاه فلم يعب فيه شيئا إلّا كتابة القرآن بالذّهب و قال:
لا يعجبني أن يكتب القرآن إلّا بالسّواد كما كتب أوّل مرّة.
(و أنزل القرآن فى ثلاث و عشرين من شهر رمضان)
(1) هذا مع قوله تعالى إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ دليل واضح على أن ليلة القدر ثلاث و عشرين من شهر رمضان و يدل عليه روايات آخر.
قوله: (لا تتفأل بالقرآن)
(2) التفاؤل مهموز فيما يسر و يسوء يقال تفألت بالتشديد و تفألت بالتخفيف و تفايلت بالقلب و قد أولع الناس بترك همزه تخفيفا و قالوا الفال بوزن المال و الفال بالقرآن متصور بوجوه الاول أن يقصد مطلبا و يسمع مقارنا له آية يستنبطه منها الخير و الشر أو من أول حرف منها كما يفعله أصحاب الحروف الناظرون الى خواصها، الثانى أن يفتح المصحف و يستنبط الخير و الشر من الآية الاولى فى الصفحة اليمنى أو من أول حرف منها، الثالث أن يفتحه و يعد اسم اللّه فى الصفحة اليمنى و يعد بعدده أوراقا من اليسرى و بعدده سطورا من اليسرى و ينظر الى آية بعد تلك السطور أو الى أول حرف منها و لعل النهى عنه محمول على الكراهية جميعا بينه و بين ما دل على الجواز مع أن الخلف و السلف عملوا به و لم ينكر عليهم من يعتد به و قد صرح بذلك جماعة من المفسرين منهم صاحب الكشاف فى آية الاستقسام بالازلام و من المعاصرين من حمل النهى على التحريم و خصه بذكر الامور الغيبية و بيان الاشياء الخفية هذا حال التفؤل بالقرآن و أما التفاؤل بديوان الشعراء كما هو المتعارف عند العوام فالظاهر أنه حرام و أنه من الازلام و اللّه يعلم.