عن محمّد بن الحسن السري، عن عمّه عليّ بن السّري، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: أوّل ما نزل على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ و آخره إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ.

[الحديث السادس]

6- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و عليّ بن محمّد، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود عن حفص بن غياث، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: شَهْرُ رَمَضٰانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ و إنّما انزل في عشرين سنة بين أوّله و آخره؟

قوله: (ان أول ما نزل على رسول اللّه (ص) بسم اللّه الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك)

(1) مثله فى رواية العامة و فيه دلالة على ان البسملة جزء من هذه السورة و تأويل الشاطبى بأنه دليل على انه لا بدّ منها لا على أنه جزء من السورة بعيد جدا و فى بعض رواياتهم أن أول ما نزل اقرأ باسم ربك و استدل بعضهم بذلك على أن البسملة ليست من السورة لان اقرأ أول سورة نزلت ثم قال فيه دلالة على بطلان مذهب الشافعى و هو أن البسملة آية من كل سورة أقول فيه نظر من وجهين الاول أن المذكور فى الرواية أن اقرأ باسم ربك أول ما نزل و ليس فيها انه أول سورة نزلت فيجوز أن يكون البسملة نزلت بعد ذلك و قد صح عندهم ان النبي (ص) كان اذا نزلت آية يقول اجعلوها فى موضع كذا و لعله قال فى البسملة اجعلوها فى كل سورة فهى جزء منه. و مما يدل على ذلك انهم قالوا أول ما نزل اقرأ الى قوله تعالى مٰا لَمْ يَعْلَمْ ثم نزل يا أيها المزمل و يا أيها المدثر فكما ان بقية السورة نزلت بعد ذلك ثم ضم مع ما نزل أولا ثم صار جزءا للسورة فكذلك نزول البسملة بعد، و ضمها الى ما نزل أولا لا ينافى أن يكون جزءا من السورة و الثانى يجوز أن يكون اقرأ باسم ربك علما للسورة التى أولها البسملة فلا دلالة فى الرواية على أن البسملة ليست جزءا من السورة قطعا.

(و آخره)

(2) أى آخر ما نزل

(اذا جاء نصر اللّه)

(3) اختلف العامة فى اوّل سورة [1] نزلت كاملة فقيل براءة و قيل اذا جاء نصر اللّه و كانوا يسمونها بسورة التوديع و اختلفوا فى وقت نزولها على أقوال أشبهها أنها نزلت فى حجة الوداع، ثم نزل بعدها «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ» فعاش بعدها ثمانين يوما ثم نزلت بعدها آية الكلالة وَ يَسْتَفْتُونَكَ ... فِي الْكَلٰالَةِ فعاش بعدها خمسين يوما ثم نزل بعدها لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فعاش بعدها خمسة و ثلاثين يوما و قيل سبعة أيام.

قوله: (و انما انزل)

(4) القرآن

(فى عشرين سنة)

(5) الغرض منه بيان طول زمان النزول لا تحديد زمانه بحسب الواقع أو أهمل ذكر الكسر بحسب المتعارف و الا فهو انزل في ثلاثة و عشرين سنة

[1] فى بعض النسخ «آخر سورة».