responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 445

جزءا من أجزاء النبوّة.

[سؤال النبيّ (صلى اللّه عليه و آله): «هل من مبشرات».]

59- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلّاد، عن الرّضا (عليه السلام)


كالساعة» قالوا و ذلك عند خروج المهدى (عليه السلام) و هو زمان يقصر و يتقارب أجزاؤه للاستلذاذ به هذا كلامهم ثم انه لا بدّ هنا من بيان شيئين أحدهما بيان السبب لكون رؤيا المؤمن جزء من أجزاء النبوة و ثانيهما بيان السبب لهذه النسبة المخصوصة أعنى كونها جزءا من سبعين جزءا أما الاول فنقول الرؤيا الصادقة من المؤمن الصالح جزء من أجزاء النبوة لما فيها من الاعلام الّذي هو على معنى النبوة على أحد الوجهين. و قد قال كثير من الافاضل أن للرؤيا الصادقة ملكا و كل بها يرى الرائى من ذلك ما فيه من تنبيه على ما يكون له أو يقدر عليه من خير أو شر و هذا معنى النبوة لان لفظ النبي قد يكون فعيلا بمعنى مفعول أى يعلمه اللّه تعالى و يطلعه فى منامه من غيبه ما لا يظهر عليه أحد الا من ارتضى من رسول، و قد يكون بمعنى فاعل كعليم أى يعلم غيره بما القى إليه و هذا أيضا صورة صاحب الرؤيا.

و قال القرطبى الرؤيا لا تكون من أجزاء النبوة الا اذا وقعت من مسلم صالح صادق لانه الّذي يناسب حاله حال النبي و كفى بالرؤيا شوقا انها نوع مما اكرمت به الأنبياء و هو الاطلاع على شيء من علم الغيب كما قال (صلى اللّه عليه و آله) «لم يبق من مبشرات النبوة الا الرؤيا الصادقة يراها الرجل المسلم» و أما الكافر و الكاذب و المخلط و ان صدقت رؤياهم فى بعض الاحيان فانها لا تكون من الوحى و لا من النبوة اذ ليس كل من صدق فى حديث عن غيب يكون خبره نبوة بدليل الكاهن و المنجم فان أحدهم قد يحدث و يصدق لكن على الندرة و كذلك الكافر قد تصدق رؤياه كرؤيا العزيز سبع بقرات و رؤيا الفتيان فى السجن و رؤيا عاتكة عمة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و هى كافرة و لكن ذلك قليل بالنسبة الى مناماتهم المخلطة الفاسدة، و أما الثانى فقيل يحتمل أن يكون هذه التجزية من طريق الوحى منه ما سمع من اللّه تعالى بدون واسطة كما قال تعالى أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ و منه ما سمع بواسطة الملك و منه ما يلقى فى القلب كما قال تعالى إِنْ هُوَ إِلّٰا وَحْيٌ يُوحىٰ أى الالهام و منه ما يأتى به الملك و هو على صورته، و منه ما يأتيه به و هو على صورة آدمى، و منه ما يأتيه فى منامه بحقيقته، و منه ما يأتيه بمثال أحيانا يسمع الصوت و يرى الضوء، و منه ما يأتى به كصلصلة الجرس و منه ما يلقيه روح القدس فى روعه الى غير ذلك مما وقفنا عليه و مما لم نقف و يكون مجموع الطرق سبعين فتكون الرؤيا التى هى ضرب مثال جزءا من ذلك العدد من اجزاء الوحى.

و الحاصل ان للنبى طرق الى العلم و احدى تلك الطرق الرؤيا و نسبتها الى تلك الطرق أنها جزء من سبعين و لا يلزم أن نبين تلك الاجزاء لانه لا يلزم العلماء ان يعلموا كل

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست