responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 443

استخفافا فأحدث اللّه عزّ و جلّ فيهم الاحلام فأتوه فأخبروه بما رأوا و ما أنكروا من ذلك فقال: إنّ اللّه عزّ و جلّ أراد أن يحتجّ عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متم و إن بليت أبدانكم تصير الارواح إلى عقاب حتّى تبعث الابدان.


فى قلب النائم كما يخلقه فى قلب اليقظان و يجعله علما على أمر يخلقه فى ثانى الحال او على أمر خلقه فاذا خلق فى قلب النائم اعتقاد الطيران و ليس بطائر فغايته أنه اعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه و كم من فى اليقظة يعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه و يجعل ذلك الاعتقاد علما على غيره كما يجعل الغيم علما على نزول المطر بفعل اللّه سبحانه، و قال القرطبى قيل ان للّه تعالى ملكا موكلا بعرض الرؤيات على المحل المدرك من النائم فيمثل له صورا محسوسة فتارة تكون تلك الصور أمثلة موافقة لما يقع فى الوجود و تارة تكون أمثلة لمعان معقولة غير محسوسة و فى الحالين تكون مبشرة و منذرة و قيل الرؤيا ادراك أمثلة منضبطة، و أورد عليه بأنه لا يصح تفسير الرؤية بالادراك لان النوم ضد عام للادراك كما أن الموت ضد عام له فلا يجامعه، و اجيب بأن الجزء المدرك من النائم لا يحله النوم فلا يجتمع الادراك مع النوم فالعين نائمة و القلب يقظان كما قال (صلى اللّه عليه و آله) «تنام عيناى و لا ينام قلبى» و قال عياض: اتفق المتكلمون على أن النائم الّذي استغرق النوم جميع أجزاء قلبه لا يصح أن يعلم لان النوم آفة تضاد التمييز، و اختلفوا فى الاعتقادات و الظنون و التخيلات، فقال قوم انها لا تصح منه أيضا و لا تصح منه الرؤيا لان الرؤيا ضرب أمثلة و لا يصح ضربها للنائم و من لا تميز له، و قال قوم لا يمتنع أن يكون ظانا أو متخيلا و انما يمتنع أن يكون عالما و قد رجح الاول بان الظنون و الاعتقادات و التخيلات جنس واحد مضاد للعلم فكما يضاده النظر فى العلم فكذلك يضاده أضداده و اما الرؤيا التى يراها النائم فانما يراها لان النوم لم يستغرق الجزء الّذي هو محل الادراك من القلب و لا يلزمهم ما لزم الاخر من أنه لو كان كذلك لكان مكلفا لانهم لا يقولون أنه مميز حقيقة و انما يقولون أن عنده بقية حياة و بعض تميز، و قال الابى قال بعض المعتزلة الرؤيا هى رؤيا العينين، و قال بعضهم هى رؤية بعينين يخلقهما اللّه تعالى فى القلب و سماع باذنين يخلقهما اللّه تعالى و قال أكثرهم هى تخيلات لا حقيقة لها و لا تدل على شيء.

أقول هذا ما بلغنى من أقوالهم و لا يبعد أن يقال أن جميع ما كان و ما يكون و ما هو كائن فى اللوح المحفوظ فاذا تعطلت الحواس بالنوم و فرغت النفس عن الاشتغال بها يعرض عليها ملك الرؤيا ما كان فيه بقدر استعدادها و ما كان من هذا القبيل فهى الرؤيا الصادقة و لذلك قد يخبر النائم بما وقع فى العالم و بما هو واقع و بما يقع بعد و تلك الرؤيا هى التى تعد جزءا من أجزاء النبوة كما سيأتى و قد تشتغل النفس بالصور و المعانى التى فى الحس المشترك و الخيال

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 443
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست