استخفافهم بالدّين، فقال: يا إسماعيل لا تنكر ذلك من أهل بيتك فانّ اللّه تبارك و تعالى جعل لكلّ أهل بيت حجّة يحتجّ بها على أهل بيته في القيامة فيقال لهم:
أ لم تروا فلانا فيكم، أ لم تروا هديه فيكم، أ لم تروا صلاته فيكم، أ لم تروا دينه، فهلّا اقتديتم به، فيكون حجّة عليهم فى القيامة.
[لكلّ أهل بيت حجية يحتجّ اللّه بها يوم القيامة.]
43- عنه، عن أبيه، عن محمّد بن عثيم النخّاس، عن معاوية بن عمّار قال:
سمعت أبا عبد اللّه (عليه السلام) يقول: إنّ الرجل منكم ليكون في المحلّة فيحتجّ اللّه عزّ و جلّ يوم القيامة على جيرانه [به] فيقال لهم: أ لم يكن فلان بينكم، أ لم تسمعوا كلامه، أ لم تسمعوا بكاءه في الليل، فيكون حجة اللّه عليهم.
44- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ وَ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبٰابِيلَ. تَرْمِيهِمْ بِحِجٰارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍقال: كان طير سافّ
الدائر فى الهواء و جرم القمر مع ظله الدائر فى السماء فبالاول يتحقق خسوف القمر و النجوم اذا وصل الخط المخرج من مركز الشمس و رأس الظل الاول الى مركز القمر و النجوم و بالثانى يتحقق الكسوف اذا وصل الخط الشعاعى الى مركز القمر و الشمس، الثانى أن يراد بالبحر الغضب على سبيل الاستعارة أيضا و هو محيط بالسفليات يصل أثره إليها بالاهلاك و الاستيصال و غيرهما و بالعلويات يطمس أنوارها و الملائكة واسطة فى ايصال أثره إليهما كما هو معروف فى قصة قوم لوط و طمس أعينهم و غيرها مما وقع فى الامم السابقة و ازالتهم الفلك عن مجاريه و صيرورة النجوم فى ذلك البحر و خروجها منه عبارة عن تغير حالها الى حال و وصفها الى وصف و اللّه يعلم حقيقة كلام وليه.
(يا إسماعيل لا تنكر ذلك من أهل بيتك اه)
(1) أشار الى أن استخفافهم بالدين لا يضرك و أنه غير مختص بهم بل هو فى كل أهل بيت و انك حجة على أهل بيتك كما أن فى كل أهل بيت من هو حجة عليهم.
(ان الرجل منكم ليكون فى المحلة فيحتج اللّه يوم القيامة على جيرانه به- اه)
(2) دل على أنه ينبغى لكل فرقه و قبيلة الاقتداء بالصالح منهم لئلا يجعله اللّه تعالى حجة عليهم يوم القيامة.
(أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبٰابِيلَ)
(3) الطير جمع طائر و قد يقع على الواحد و أبابيل جمع بلا واحد بمعنى الجماعات و قيل جمع ابالة كاجانة و قد تخفف و هى فى الاصل الحزمة الكبيرة من الحشيش و المراد هنا القطعة الكبيرة من الطير و الجماعات منه على تشبيهها بالحزمة فى تضامها و تلاصق بعضها ببعض