معاوية قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) في فسطاط له بمنى فنظر إلى زياد الأسود منقلع الرّجل فرثا له فقال له: ما لرجليك هكذا؟ قال: جئت على بكر لي نضو فكنت أمشي عنه عامّة الطريق، فرثا له و قال له عند ذلك زياد: إنّي ألمّ بالذنوب حتّى إذا ظننت أنّي قد هلكت ذكرت حبّكم فرجوت النجاة و تجلّى عنّي فقال أبو جعفر (عليه السلام): و هل الدّين إلّا الحبّ؟ قال اللّه تعالى: حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمٰانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْو قال: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُو قال:
يُحِبُّونَ مَنْ هٰاجَرَ إِلَيْهِمْإنّ رجلا أتى النّبيّ (صلى اللّه عليه و آله) فقال: يا رسول اللّه احبّ المصلّين و لا اصلّي و احبّ الصوّامين و لا أصوم؟ فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): أنت مع من أحببت و لك ما اكتسبت و قال: ما تبغون و ما تريدون أما إنّها لو كان فزعة
فنظر الى زياد الاسود منقطع الرجلين فرثا له)
(1) أى رق و توجع له و فى بعض النسخ «منقلع» و هو حال عن زياد
(قال جئت على بكر لى نضو)
(2) البكر بالفتح الفتى من الابل بمنزلة الغلام من الناس و الانثى بكرة، و النضو بالكسر الدابة التى هزلتها الاسفار و اذهبت لحمها
(أنى ألم بالذنوب اه)
(3) اى أنزل بها و اقترفها أو أقرب منها و أكاد أقترفها فذكر المحبة على الاول سبب لرجاء النجاة من العقوبة و تجلى ظن الهلاك بها و على الثانى سبب لرجاء- النجاة من الذنوب و تجليها عنه و اللّه أعلم
(و هل الدين الا الحب)
(4) أى ليس الدين إلا حبنا و لا يتحقق الا به لانه أصل يثبت الدين بثبوته و ينتفى بانتفائه و لا يغتفر التقصير فيه
(قال اللّه تعالى حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمٰانَ وَ زَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)
(5) الدين هو الايمان أعنى الاقرار باللّه و بالرسول و الأوصياء و الايمان لا يتحقق الا بحكم الآية فالدين لا يتحقق الا بحبهم و بعبارة اخرى الايمان هو الاقرار بعلى أمير المؤمنين و أوصيائه (عليهم السلام) لان الاقرار بهم يستلزم الاقرار باللّه و برسوله دون- العكس و هو لا يتحقق الا بحبهم و التقرب على التقديرين واضح.
(و قال إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّٰهُ)
(6) الدين و هو متابعة النبي فيما جاء به الّذي أعظمه الولاية متوقف على المحبة و ثمرته المحبة بدليل الشرط المذكور و المقدر فهو محفوف بالمحبتين محبة العبد له تعالى و محبة اللّه تعالى له فلا يتحقق الا بها و هو المطلوب
(و قال يُحِبُّونَ مَنْ هٰاجَرَ إِلَيْهِمْ)
(7) مدحهم بحب المهاجرين ليس الا بحبهم للدين و هو المطلوب
(ان رجلا أتى النبي (صلى اللّه عليه و آله) فقال يا رسول اللّه احب المصلين- اه)
(8) الظاهر أن الرجل كان مؤمنا و أن المراد بالصلاة و الصيام المندوبات مع احتمال الاعم و أن المراد
بقوله: (أنت مع من أحببت)
(9) ان المحبة سبب للنجاة و أن
قوله: (و لك ما اكتسبت)
(10) اشارة الى أن أعمال الخير سبب لرفع- الدرجات و اللّه أعلم