عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: كان رجل يبيع الزّيت و كان يحبّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) حبّا شديدا كان إذا أراد أن يذهب في حاجته لم يمض حتّى ينظر إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و قد عرف ذلك منه فاذا جاء تطاول له حتّى ينظر إليه، حتّى إذا كانت ذات يوم دخل عليه فتطاول له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) حتّى نظر إليه ثمّ مضى في حاجته فلم يكن بأسرع من أن رجع فلمّا رآه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) قد فعل ذلك أشار إليه بيده اجلس فجلس بين يديه فقال: ما لك فعلت اليوم شيئا لم تكن تفعله قبل ذلك؟ فقال: يا رسول اللّه و الذي بعثك بالحقّ نبيّا لغشى قلبي شيء من ذكرك حتّى ما استطعت أن أمضي في حاجتى حتّى رجعت إليك. فدعا له و قال له خيرا. ثمّ مكث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) أيّاما لا يراه فلمّا فقده سأل عنه فقيل: يا رسول اللّه ما رأيناه منذ أيّام، فانتعل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و انتعل معه أصحابه و انطلق حتّى أتوا سوق الزّيت فاذا دكّان الرّجل ليس فيه أحد، فسأل عنه جيرته فقالوا: يا رسول اللّه مات و لقد كان عندنا أمينا صدوقا إلّا أنّه قد كان فيه خصلة، قال: و ما هي؟ قالوا: كان يرهق- يعنون يتبع النساء- فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): (رحمه اللّه) و اللّه لقد كان يحبّني حبّا لو كان نخّاسا لغفر اللّه له.
[فضل الشيعة و تأويل قوله تعالى: «مٰا لَنٰا لٰا نَرىٰ رِجٰالًا ... الآية»]
32- عليّ بن محمّد، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عثمان بن عيسى، عن ميسر قال: دخلت على أبي عبد اللّه (عليه السلام) فقال: كيف أصحابك؟ فقلت جعلت فداك لنحن عندهم أشرّ من اليهود و النصارى و المجوس و الذين أشركوا، قال: و كان متّكئا فاستوى جالسا، ثمّ قال: كيف قلت؟ قلت و اللّه لنحن عندهم أشرّ من اليهود و النصارى
(قصة صاحب الزيت)
(1) هذا فى بعض النسخ يذكر فيها أيضا فضل المحبة
(فتطاول له)
(2) تطاول و استطال ارتفع و مد عنقه لينظر الى شيء يبعد عنه
(منذ ايام)
(3) و فى كنز اللغة مذ و منذ لابتداء زمان و بمعنى فى أيضا
(قالوا كان يرهق)
(4) رهقه كفرح غشيه و لحقه أو دنى منه سواء أخذه أم لم يأخذه و الرهق محركة السفه و النوك و الخفة و ركوب الشر و الظلم و غشيان المحارم و اسم من الارهاق و هو أن يحمل الانسان على ما لا يطيقه و الكذب و العجلة، رهق كفرح فى الكل و لما كان الرهق يجيء لهذه المعانى بينه (عليه السلام)
بقوله: (يعنون يتبع النساء)
(5) لعل المراد أنه كان مائلا الى ملامستهن و لا يلزم أن يكون ذلك على وجه الحرام مع احتماله
(لو كان نخاسا لغفر اللّه له)
(6) النخاس بياع الرقيق و هو فظ غليظ القلب فاجر فاسق لا يبالى بالفسوق و التدليس و المكر و قد وردت فى ذمه روايات كثيرة منها ما روى عن الباقر (عليه السلام) «ان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) قال ان شر الناس من باع الناس».