آية كتب من القانتين، و من قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين، و من قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين، و من قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين، و من قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر، القنطار خمسة عشر ألف مثقال من ذهب و المثقال أربعة و عشرون قيراطا أصغرها مثل جبل أحد و أكبرها ما بين السماء إلى الارض.
[الحديث السادس]
6- أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعا، عن عليّ بن حديد، عن منصور، عن محمّد بن بشير، عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام) قال: و قد روي هذا الحديث عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: من استمع حرفا من
(و من قرأ مائة آية كتب من القانتين)
(1) هم المطيعون للّه و القائمون بوظائف طاعته، من القنوت بمعنى الطاعة و القيام
(و من قرأ مائتى آية كتب من الخاشعين)
(2) هم الذين قاموا بوظائف العبادات القلبية و البدنية مع التذلل و سكون القلب الى اللّه عز و جل.
(و من قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين)
(3) هم الذين ظفروا بالطاعات و الخيرات و نجوا من المهلكات و العقوبات.
(و من قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين)
(4) هم الذين بذلوا الوسع فى أمر الدين و طلب اليقين و اقامة الشرع و حفظه و الاجتهاد افتعال من الجهد و هو الطاقة.
(و من قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر)
(5) أى من حسنة
(القنطار خمسة عشرة ألف مثقال من الذهب و المثقال أربعة و عشرون قيراطا)
(6) فالقنطار ثلاثمائة ألف قيراط و ستون ألف قيراط يحصل ذلك بضرب خمسة عشر ألف فى أربعة و عشرين، و المقصود من ذكر هذا العدد أن له حسنات بقدره و سماها قراريط باعتبار ان الاعمال توزن
(أصغرها بقدر جبل أحد و أكبرها ما بين السماء الى الارض)
(7) هذا التفاوت مع أن القراريط متساوية فى الوزن و المقدار اما باعتبار النمو فبعضهما ينمو حتى يبلغ وزنه أو مقداره جبل أحد، و بعضها ينمو حتى يبلغ وزنه أو مقداره ما بين السماء و الارض على حسب تفاوت الاحوال و الاوقات و أما باعتبار أن القيراط المستعمل فى بيان كمية الثواب غير ما هو المتعارف عند الناس لغة و عرفا و تساوى الاوزان و المقدار معتبر فى هذا دون الاول، و هذان الوجهان ذكرهما صاحب كتاب اكمال الاكمال لشرح مسلم ثم قال و كان صاحب الصحاح أشار الى الوجه الاخير بقوله و القيراط نصف دانق و أما القيراط الّذي جاء فى الحديث فقد جاء تفسيره فيه أنه مثل جبل أحد.
أقول و بهذا يمكن أن يوجه أيضا قوله (ع): «المثقال أربعة و عشرون قيراطا» مع أن المعروف أنه عشرون قيراطا. و اعلم أن للقنطار تفسيرا آخر سيجيء بينهما تخالف و يمكن دفعه كما سنشير إليه
قوله: (و قد روى هذا الحديث)
(8) الّذي يذكره و روى على البناء للمفعول و الظاهر هو أنه من كلام المصنف قال فى بعض النسخ قال و قد روى و القائل أحد من الرواة.