16- محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عمّه حمزة بن بزيع، و الحسين بن محمّد الأشعريّ، عن أحمد بن محمّد أبي عبد اللّه، عن يزيد بن عبد اللّه، عمّن حدّثه قال: كتب أبو جعفر (عليه السلام) إلي سعد الخير:
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أمّا بعد فانّي اوصيك بتقوى اللّه فانّ فيها السلامة من التلف و الغنيمة في المنقلب إنّ اللّه عزّ و جلّ يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله
(رسالة أبى جعفر (عليه السلام) الى سعد الخير)
(1) الرسالة بالكسر و الفتح اسم من الارسال و فى كنز اللغة رساله كتاب و نامه، و سعد الصاحب لابى جعفر (عليه السلام) كثير و لم أعرف أحدا منهم بهذا اللقب و المصنف نقلها بطريقين أحدها عن محمد بن يحيى الى حمزة بن بزيع، و الثانى عن الحسين بن محمد الاشعرى و على هذا كان الانسب أن يقول قالا كتب أبو جعفر (عليه السلام)
(2) بتثنية الضمير و افراده بعيد و ان كان صحيحا
(بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ)*
(3) على استحباب تصدير الرسالة و المكاتيب بالتسمية كما أمر.
(اما بعد فانى اوصيك بتقوى اللّه)
(4) تقواه تعود الى خشيته المستلزمة للامتثال بأمره و نهيه و الاتصاف بالكمالات النفسانية ثم رغب فيها بذكر فوائدها فقال
(فان فيها السلامة من التلف)
(5) أى الهلاك بالافات و الشهوات و الخصومات و الامال و الخزى و النكال و لفظة «فى» للنظر فيه أو للسببية
(و الغنيمة فى المنقلب)
(6) أى الآخرة و هى النجاة من عقوباتها و الوصول الى مقام السعادة و النزول فى دار الكرامة التى أعدت للمتقين كما نطق به القرآن المبين، و الى مضمون هاتين الفقرتين أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله «و استعينوا بها أى بالتقوى» على اللّه فان التقوى فى اليوم حرز و جنة و فى غد الطريق الى الجنة، ثم علل مضمون كل واحدة منهما و آكده بقوله
(ان اللّه عز و جل يقى بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله)
(7) أى ما بعد عن ادراكه عقله من خزى الآخرة و عقوباتها و آفات الدنيا و مهلكاتها كما يظهر مما بعد و من التفكر فى أحوال الصالحين و الظالمين و ما ورد عليهم مما دلت عليه الآيات و الروايات
(و يجلى بالتقوى عنه عماه و جهله)
(8) فى القاموس جلى فلانا الامر كشفه عنه كجلاه و جلى عنه أى يكشف بسب التقوى عن العبد حجاب الجهل و لوازمه فيدرك المعارف و الاسرار و الحقائق و ما فيه صلاح الدنيا و الآخرة و يحترز من الاقوال الكاذبة و الاعمال الفاضحة و العقائد الباطلة و الاخلاق الفاسدة و هكذا يسير بعلم و يقين الى أن يبلغ مقام الانس و منزل القرب و التقوى و ان كان حصولها موقوفا على علم و