وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشٰاهٰا؟ قال ذاك أئمّة الجور الّذين استبدّوا بالأمر دون آل الرسول (صلى اللّه عليه و آله) و جلسوا مجلسا كان آل الرسول أولى به منهم فغشوا دين اللّه بالظّلم و الجور فحكى اللّه فعلهم فقال: وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشٰاهٰا قال: قلت وَ النَّهٰارِ إِذٰا جَلّٰاهٰا؟

قال: ذلك الامام من ذرّيّة فاطمة (عليها السلام) يسأل عن دين رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) فيجلّيه لمن سأله فحكى اللّه عزّ و جلّ قوله فقال: وَ النَّهٰارِ إِذٰا جَلّٰاهٰا.

[تأويل قوله تعالى: «هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ الْغٰاشِيَةِ».]

13- سهل، عن محمّد، عن أبيه، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قلت: هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ الْغٰاشِيَةِ؟ قال: يغشاهم القائم بالسيف قال: قلت: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خٰاشِعَةٌ؟ قال:

خاضعة لا تطيق الامتناع قال: قلت: «عٰامِلَةٌ»؟ قال: عملت بغير ما أنزل اللّه، قال:

قلت: «نٰاصِبَةٌ»؟ قال نصبت غير ولاة الأمر: قال: قلت: تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً؟ قال:

تصلى نار الحرب في الدّنيا على عهد القائم و في الآخرة نار جهنّم.

[تأويل قوله تعالى: «وَ أَقْسَمُوا بِاللّٰهِ جَهْدَ أَيْمٰانِهِمْ لٰا يَبْعَثُ اللّٰهُ مَنْ يَمُوتُ»]

14- سهل، عن محمّد، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قلت: لأبي عبد اللّه (عليه السلام):

قوله تبارك و تعالى: وَ أَقْسَمُوا بِاللّٰهِ جَهْدَ أَيْمٰانِهِمْ لٰا يَبْعَثُ اللّٰهُ مَنْ يَمُوتُ بَلىٰ وَعْداً عَلَيْهِ

النفث النفخ

(قال قلت وَ اللَّيْلِ إِذٰا يَغْشٰاهٰا قال ذلك أئمة الجور الذين استبدوا بالامر- الخ)

(1) أى انفردوا و استقلوا بأمر الدين و الخلافة غاصبين شبه ائمة الجور مثل الخلفاء و بنى أمية و بنى- عباس و أضرابهم و أعوانهم بالليل فى الظلمة و عدم اهتداء الخلق فى خلافتهم الى دين الحق و فى تغشية ظلمتم نور النبي و هو دينه الحق كما يغشى ظلمة الليل ضوء النهار و إليه أشار جل شأنه بقوله أَوْ كَظُلُمٰاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشٰاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحٰابٌ و قد مرّ تفسيره فى كتاب الحجة

(قال قلت وَ النَّهٰارِ إِذٰا جَلّٰاهٰا قال ذاك الامام من ذرية فاطمة (عليها السلام)- اه)

(2) فان نور علم النبي (صلى اللّه عليه و آله) و دينه و قوانينه و آدابه يتجلى بالامام القائم مقامه من ذرية فاطمة (عليها السلام) كما يتجلى نور الشمس اذا انبسط النهار فهو (عليه السلام) يشبه النهار فى التجلية.

(سهل عن محمد عن أبيه عن أبى عبد اللّه (عليه السلام))

(3) أعاده للاشارة الى طريق آخر عنه أو للرواية عنه بلا واسطة و ان بعدت

(قال قلت هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ الْغٰاشِيَةِ قال يغشاهم القائم بالسيف)

(4) الغاشية الداهية التى يغشى الناس شدائدها أو النار كما فى قوله تعالى تَغْشىٰ وُجُوهَهُمُ النّٰارُ شبهه (عليه السلام) بالداهية لانه بلاء على أعدائه يورد عليهم الشدائد من القتل و الاسر و النهب و غيرها أو بالنار لانه يحرقهم بالسيف القاطع و يهلكهم كالنار

(قال قلت تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً)

(5) أى شديد الحرارة متناهية فيها

(قال تصلى نار الحرب فى الدنيا- الخ)

(6) أى تدخل تلك الوجوه فى نار الحرب فتهلك كما يدخل الحطب فى النار فتحرقه و فى تشبيه الحرب