11- سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان الدّيلمي المصري، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: قلت له قول اللّه عزّ و جلّ: هٰذٰا كِتٰابُنٰا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّقال: فقال: إنّ الكتاب لم ينطق و لن ينطق و لكن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) هو الناطق بالكتاب قال اللّه عزّ و جلّ: هٰذٰا كِتٰابُنٰا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّقال: قلت:
جعلت فداك إنّا لا نقرؤها هكذا، فقال هكذا و اللّه نزل به جبرئيل على محمّد (صلى اللّه عليه و آله) و لكنّه فيما حرّف من كتاب اللّه.
[تأويل قوله تعالى: «وَ الشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا».]
12- جماعة، عن سهل عن محمّد، عن أبيه [عن أبي محمّد]، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ الشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰاقال: الشمس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) به أوضح اللّه عزّ و جلّ للنّاس دينهم، قال: قلت: «وَ الْقَمَرِ إِذٰا تَلٰاهٰا»قال: ذاك أمير المؤمنين (عليه السلام) تلا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و نفثه بالعلم نفثا، قال: قلت:
فالعامة وافقونا فى أن المهدى الموعود من ولد فاطمة (عليها السلام) لكنا نقول هو موجود غائب عن الابصار و هم يقولون انه يتولد فى آخر الزمان.
قوله: (عن محمد بن سليمان الديلمى المصرى)
(1) هكذا فى النسخ التى رأيناها و فى بعض كتب الرجال البصرى بالباء الموحدة و فى بعضها النصرى بالنون و هو و أبوه من كبار الغلاة
(عن أبى بصير عن أبى عبد اللّه (عليه السلام) قال قلت له قول اللّه عز و جل «هٰذٰا كِتٰابُنٰا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ» قال فقال ان الكتاب لم ينطق و لن ينطق أه)
(2) حمل (عليه السلام) النطق على المعنى الحقيقى و هو التكلم باللسان و تقطيع الصوت بالحنجرة و تاليف الحروف على نحو مخصوص يشعر بما فى الذهن و الكتاب بوزن الحساب لا ينطق حقيقة و ان أمكن اتصافه بالنطق مجازا باعتبار أنه يظهر منه المقصود كما يظهر من النطق و لذلك حكم (عليه السلام) بأنه تحريف و ان المنزل هو كتابنا بفتح الكاف و شد التاء على صيغة المبالغة و هو العالم الّذي بلغ علمه حد الكمال و المراد به رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و الأوصياء بعده واحدا بعد واحد، و يحتمل أن يكون التحريف فى ينطق بصيغة المعلوم بأن يكون المنزل هو المجهول و اللّه يعلم.
(قال سألته عن قول اللّه عز و جل وَ الشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا قال الشمس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) به أوضح اللّه عز و جل للناس دينهم)
(3) استعار الشمس لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله)» و الوجه هو الاضاءة و الانارة و إيضاح الدين برفع ظلمة الجهل و الفتن
(قال قلت «وَ الْقَمَرِ إِذٰا تَلٰاهٰا» قال ذاك أمير المؤمنين (عليه السلام) تلا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله))
(4) استعار القمر لعلى (عليه السلام) و الوجه أن نور علمه مستفاد من نور علم النبي (صلى اللّه عليه و آله) كما ان نور القمر مستفاد من نور الشمس و قد أشار إليه
بقوله: (و نفثه بالعلم نفثا)
(5) أى أوحى إليه العلم و ألقاه الى صدره اللطيف و أصل