سرورا فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): إنّه ليس من يوم و لا ليلة إلّا ولي فيها تحفة من اللّه، ألا و إنّ ربّي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى، إنّ جبرئيل أتاني فأقرأني من ربّي السّلام و قال: يا محمّد إنّ اللّه عزّ و جلّ اختار من بني هاشم سبعة، لم يخلق مثلهم فيمن مضى و لا يخلق مثلهم فيمن بقي: أنت يا رسول اللّه سيد النّبيين و عليّ بن أبي طالب وصيّك سيّد الوصيّين و الحسن و الحسين سبطاك سيّدا الأسباط و حمزة عمّك سيّد الشهداء و جعفر ابن عمّك الطيّار في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء و منكم القائم يصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه اللّه إلى الارض من ذرّية عليّ و فاطمة من ولد الحسين (عليهم السلام).

يوجبها سرور يغلب فينشط له عروق القلب فيجرى فيها الدم فيفيض الى سائر عروق الجسد فيثور لذلك حرارة ينبسط لها الوجه و يضيق و ينفتح عنها الغم و هو التبسم فاذا زاد السرور تمادى و لم يضبط الانسان نفسه قهقه

(فقال له الناس أضحك اللّه سنك و زادك سرورا)

(1) السن الضرس بالكسر فيهما و جعله مفعول الاضحاك باعتبار أن الضحك منه يظهر أو بتضمين معنى الكشف

(فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) انه ليس من يوم و لا ليلة الاولى فيها تحفة)

(2) التحفة بالضم و كهمزة البر و اللطف و الطرفة اتحفه تحفة و الغرض منه اظهار الشكر له عز و جل

(و الحسن و الحسين سبطاك سيد الاسباط)

(3) أى سيدا أسباط الأنبياء و السبط بالكسر ولد الولد و يندرج فى هذا الحكم ساير الائمة (عليهم السلام).

(و حمزة عمك سيد الشهداء)

(4) لعل المراد بهم الشهداء فى عصره (صلى اللّه عليه و آله) و الحكم اضافى و الا فسيد الشهداء على الاطلاق الحسين بن على (عليهما السلام)

(و منكم القائم)

(5) ظهور القائم المهدى صاحب الزمان و نزول عيسى (عليه السلام) و صلاته خلفه مما اتفق عليه العامة و الخاصة و الروايات بين الكل متظافرة أما طريق الخاصة فظاهر و اما طريق العامة ففى صحيح مسلم باسناده عن أبى عبد اللّه (عليه السلام) قال: «قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) كيف اذا نزل ابن مريم فيكم و إمامكم منكم» قال ابن العربى و يعنى بمنكم من قريش و قيل يعنى الامام المهدى الآتي فى آخر الزمان الّذي صح فيه حديث الترمذي من طريق ابن مسعود قال «قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) «لا تذهب الدنيا حتى يهلك العرب رجل من أهل بيتى يوافق اسمه اسمى و اسم ابيه اسم أبى» و من طريق أبى هريرة «لو لم تبق الدنيا الا يوم لطوله اللّه حتى يلى» و فى أبى داود عن أبى سعيد قال «قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) يقول المهدى من عترتى من ولد فاطمة يعمل فى الناس بسنة نبيهم» قال ابن العربى و ما قيل انه المهدى ابن أبى جعفر المنصور لا يصح فانه و ان وافق اسمه اسمه و اسم أبيه اسم أبيه فليس من ولد فاطمة و انما هو المهدى الآتي فى آخر الزمان