و سوء خلافه فليوقنوا بالوعد على حقيقته و ليستيقنوا بما يوعدون، يوم تأتي الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ. إِنّٰا نَحْنُ نُحْيِي وَ نُمِيتُ وَ إِلَيْنَا الْمَصِيرُ. يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرٰاعاً- إلى آخر السورة-.
[خطبة لامير المؤمنين ع و هي] الخطبة الطالوتية
5- محمّد بن عليّ بن معمر، عن محمّد بن عليّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن أيّوب
العادل الدافع للظلم و الجور عن النفس و المال و القسمة و ضيقه بمتابعة الجائر الداعى إليها.
(الاجزاء اقترافه و سوء خلافه)
(1) أى اقترافه ما ذكر من التنكب و ما عطف عليه أو الاعم و سوء خلافه مع الرسول و وصيه و أفاد بالاستثناء انه لا ظلم فى ذلك الجزاء.
(فليوقنوا بالوعد على حقيقته)
(2) كل ما جاء به الرسول حق و له حقيقة و لا ينتفع أحد الا بالتمسك بحقيقته و الا فهو من أهل النفاق و قد ذكرنا توضيحه فى باب حقيقة الايمان و اليقين من كتاب الاصول و فيه كفاية للمسترشد الا أنا نقول هنا الوعد حق ظاهر و له حقيقة باطنة و الايمان بالوعد لا ينفع الا ان يكون مقرونا بالايقان على حقيقته الّذي يقتضي تأثر القلب بالخوف و الخشية و الرهبة الداعية الى فعل الطاعات و ترك المنهيات و التضرع الى اللّه و الفرار عن مخالفته فمن ادعى الايمان بالوعد و قلبه غير متأثر به و تارك لمقتضاه فهو منافق شبيه بمن حمل الوعد على مجازه و هو مجرد التخويف كما يخوف احد أحدا بما لا وجود له فى الخارج.
(و ليستيقنوا بما يوعدون يوم يأتى الصيحة بالحق)
(3) قال المفسرون الصيحة النفخة الثانية و بالحق متعلق بها و المراد به البعث للجزاء
(ذٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ)
(4) من الارض للحساب و الجزاء.
(إِنّٰا نَحْنُ نُحْيِي وَ نُمِيتُ)
(5) فى الدنيا أو نميت فى الدنيا و نحيى فى الآخرة، و الواو لا تدل على الترتيب
(وَ إِلَيْنَا الْمَصِيرُ)
(6) للجزاء بالاعمال و العقائد.
(يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرٰاعاً)
(7) أى مسرعين فى الخروج و الرجوع الى اللّه
(الى آخر السورة)
(8) ذٰلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنٰا يَسِيرٌ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمٰا يَقُولُونَ وَ مٰا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّٰارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخٰافُ وَعِيدِ و فى تضمين الآية الكريمة وعيد لهم بأنهم سيجدون جزاء ما كانوا يعملون.
(خطبة الطالوتية)
(9) سمى بها لاشتمالها على طالوت و أصحابه كما تسمى السور القرآنية باسم بعض أجزائها
(عن أبى الهيثم بن التيهان)
(10) فى المغرب تيهان فيعلان بالفتح من تاه و به سمى والد أبى هيثم مالك بن تيهان و هو الصحابة و قيل التيهان بتشديد الياء و سكونها و هو من الانصار كنية أبو الهيثم و اسمه مالك بن مالك و قيل بل اسم أبيه عمرو بن