خطبة لامير المؤمنين (عليه السلام) و هى خطبة الوسيلة

4- محمّد بن عليّ بن معمر، عن محمّد بن عليّ بن عكاية التميميّ، عن الحسين بن النضر الفهريّ، عن أبي عمرو الأوزاعيّ، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد قال:

دخلت علي أبي جعفر (عليه السلام) فقلت: يا ابن رسول اللّه قد أرمضني اختلاف الشيعة في مذاهبنا فقال: يا جابر ألا اوقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا و من أيّ جهة تفرّقوا؟ قلت: بلى يا ابن رسول اللّه، قال: فلا تختلف إذا اختلفوا يا جابر إنّ الجاحد لصاحب الزّمان كالجاحد لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) في أيّامه، يا جابر اسمع وع، قلت: إذا شئت، قال: اسمع و ع و بلّغ حيث انتهت بك راحلتك إنّ أمير المؤمنين

(قوله خطبه لامير المؤمنين (ع) و هى خطبة الوسيلة)

(1) لاشتمالها على ذكر الوسيلة و مقامها و كيفيتها و من عليها.

(عن جابر بن يزيد قال: دخلت على أبى جعفر (ع) فقلت: يا ابن رسول اللّه قد أرمضنى اختلاف الشيعة فى مذاهبها)

(2) أى أحرقنى و أوجعنى اختلافهم و اختيار كل صنف منهم مذهبا حتى صاروا فرقا كثيرة مختلفة فى الاصول و الفروع.

(فقال يا جابر ألا أوقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا و من أى جهة تفرقوا)

(3) قيل وقفه عليه قبل ذلك لا فى هذه الخطبة. أقول ذكر (ع) فيها اختلاف الصحابة بعد النبي (ص) و رجوعهم عن أمير المؤمنين (ع) الى خلفاء الجور و صار ذلك محلا لاختلاف الشيعة و سببا له إذ لو رجعوا إليه لما ادعى الكاذب الامامة و لم يطمعها أحد و لما حصل الاختلاف بينهم فاختلاف الصحابة معنى يقتضي اختلاف الشيعة و محله و سببه

(قلت بلى يا ابن رسول اللّه. قال فلا تختلف اذا اختلفوا)

(4) لكثرتهم أو لشبهتهم و تلبيسهم كما اختلف لذلك كثير من الناس

(يا جابر ان الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول اللّه (ص) فى أيامه)

(5) لانه مكذب له فيما جاء به و المكذب له جاحد و ذكر الصاحب (ع) على سبيل التمثيل،

(يا جابر اسمع و ع)

(6) أمر بالمحافظة و الفهم بعد السماع لان السماع لا ينفع بدونهما ثم أمر بتبليغه لينشر بين أهله

(قلت اذا شئت)

(7) بفتح التاء بمنزلة ان شاء اللّه لان مشيئته مشيئة اللّه تعالى و فى اذا دلالة على وقوع المشيئة المستفاد من الامر و الجزاء محذوف بقرينة المقام أى اذا شئت أسمع أو بضم التاء و اذن بالتنوين كما قيل.