responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 201

و أعجبت من يراها، عذب شربها، طيب تربها، تمجّ عروقها الثرى، و تنطف فروعها الندي، حتّى إذا بلغ العشب إبّانه و استوى بنانه هاجت ريح تحتّ الورق و تفرّق ما اتّسق فأصبحت كما قال اللّه: هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيٰاحُ وَ كٰانَ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً انظروا في الدّنيا في كثرة ما يعجبكم و قلّة ما ينفعكم.


سائر الاعضاء و هذا ناظر الى وصل البقاء بالفناء.

(فهى كروضة اعتم مرعاها)

(1) اعتم النبت بشد الميم اكتهل أى أتم طوله و ظهر نوره

(و أعجبت من يراها)

(2) بحسن منظرها و كمال زينتها.

(عذب شربها)

(3) استعار الشرب بالكسر و هو الماء للذات الدنيا و رشحها بذكر العذب فى ميل الطبع إليها

(طيب تربها)

(4) لما فيه من أنواع الاشجار و الازهار و الاثمار و غيرها مما يعجب النفس و يبعث الميل إليها.

(تمج عروقها الثرى و تنطف فروعها الندى)

(5) الثرى بفتح الثاء و الراء الندى و التراب الندى أو الّذي اذا بل لم يصر طينا لازبا و لعل المراد هنا هو الاول و المج الرمى يقال مج الرجل الماء من فمه من باب نصر اذا رماه. و نطف الماء من باب نصر و ضرب اذا قطر قليلا قليلا أو اذا سال و المقصود بيان كثرة مائها بحيث ترميه عروقها و فروعها و انما قلنا لعل لانه لو أريد الثانى لكان له أيضا وجه و هو أى عروقها ترمى التراب عن جنبيها و تنقب فيه لقوتها.

(حتى اذا بلغ العشب ابانه)

(6) العشب بالضم الكلاء ما دام رطبا و ابان الشيء وقت ظهوره و كماله و النون اصلية فيكون فعالا بكسر الفاء و قيل هى زيادة و هو فعلان من أب الشيء اذا تهيأ للذهاب.

(و استوى بنانه)

(7) و تم قوته

(هاجت ريح تحت الورق و تفرق ما اتسق)

(8) حت الورق بتشديد التاء فركها و قشرها فانحتت و تحاتت أى سقطت و الورق محركة من الشجر معروفة و الواحدة بهاء و تطلق على جمال الدنيا و بهجتها أيضا، و تفرق من التفريق و عطف على تحت و المراد به تفريق انتظامها و ازالة اجتماعها حتى كان لم تكن كما أشار إليه

بقوله:

(كما قال اللّه تعالى هَشِيماً)

(9) أى مهشوما مكسورا

(تَذْرُوهُ الرِّيٰاحُ)

(10) أى اطارته من مكانه الى أمكنة متفرقة

(وَ كٰانَ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً)

(11) فى غاية الاقتدار على ايجاده و افنائه بلا مانع يمنعه و لا دافع يدفعه

(انظروا فى الدنيا فى كثرة ما يعجبكم و قلة ما ينفعكم)

(12) ختم الكلام بعد ذم الدنيا و الركون إليها بالنهى عن الاغترار بكثرة ما يعجبكم منها و علله بقلة ما ينفعكم منها و قوله فى كثرة بدل لقوله «فى الدنيا» أو «في» بمعنى على أو مع و اللّه ولى التوفيق.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست