responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 200

أفضل الحياة و تسلكوا به طريق النجاة، انظروا في الدّنيا نظر الزّاهد المفارق لها فانّها تزيل الثاوي الساكن و تفجع المترف الأمن و لا يرجى منها ما تولّى فأدبر و لا يدرى ما هو آت منها فينتظر، وصل البلاء منها بالرّخاء و البقاء منها إلى فناء، فسروها مشوب بالحزن، و البقاء فيها إلى الضعف و الوهن، فهي كروضة اعتمّ مرعاها


الجسد و الاحاطة به مع الاشعار بلزوم خفائها و خلوصها عن الرياء و السمعة كخفاء الشعار بالدثار و فى وصفه بالباطن لقصد الايضاح ايماء إليه ثم أمر بعد الحث على التقوى بما هو عبادة و أصل لجميع العبادات بل هو روح لها

بقوله:

(و اذكروا اللّه)

(1) بالقلب و اللسان و عند الطاعة و المعصية

(ذكرا خالصا)

(2) من الرياء و السمعة فانكم ان ذكرتموه

(تحيوا به أفضل الحياة)

(3) فى الجنة مع الابرار أو أراد به حياة القلب بروح الاذكار

(تسلكوا به طريق النجاة)

(4) من العقوبات و هى طريق الجنة فان الذكر مع كونه عبادة و سببا لسلوك طريقتها سبب أيضا لكمال غيره من العبادات الباعثة للنجاة

(انظروا فى الدنيا نظر الزاهد المفارق لها)

(5) أمر بترك الدنيا و احتقارها الا بمقدار الضرورة، علل ذلك بذكر معايبها المنفرة عنها

بقوله:

(فانها تزيل الثاوى الساكن)

(6) أى تزيل المقيم الساكن المطمئن إليها عمار كن إليه منها

(و تفجع المترف الأمن)

(7) الفجع الايجاع و الايلام فجعه كمنعه أوجعه كفجعه و الترفة بالضم النعمة و الطعام الطيب و الشيء الطريف أترفته النعمة اطعمته و المترف كمكرم المتروك يصنع ما يشاء و المتنعم لا يمنع من تنعمه الحياء. أى الدنيا تفجع المتنعم بها الّذي خدعته بامانيها بسلب ما ركن إليه و أمن عليه زوال ماله و تغير حاله أو المراد بالامن الأمن من الموت و ما بعده فان المترف الغافل حال انهماكه فى لذات الدنيا لا يعرض له خوف الموت بل يكون فى تلك الحال آمنا منه

(و لا يرجى منها ما تولى فأدبر)

(8) أى أعرض و ولى الدبر من شباب و صحة و مال و عمر و نحوها.

(و لا يدرى ما هو آت منها فينتظر)

(9) اذ لا علم بالمستقبل منها من خير فينتظر وروده و لا من شر فيحترز منه

(وصل البلاء منها بالرخاء و البقاء منها الى فناء)

(10) وصل الشيء بالشيء وصلا وصلة بلغه و انتهى إليه و فيه تحريك للغافل بان لا يرضى بالرخاء المتصل بالفناء.

(فسروها مشوب بالحزن)

(11) أى مختلط مشبك به و فى بعض النسخ مشرب و الاشراب خلط لون بلون آخر كان أحد اللونين سقى اللون الاخر و التشريب مثله مع المبالغة و التكثير و المراد به هنا مطلق الخلط و هذا ناظر الى وصل البلاء بالرخاء.

(و البقاء فيها الى الضعف و الوهن)

(12) كما قال عز و جل ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَ شَيْبَةً و لعل العطف للتفسير و يمكن أن يراد بالضعف ضعف القوى و الحواس و بالوهن وهن العظم و

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست