responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 187

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم كفانا اللّه و إيّاكم كيد الظالمين و بغي الحاسدين و بطش الجبّارين أيّها المؤمنون لا يفتننّكم الطواغيت و أتباعهم من أهل الرّغبة في هذه الدّنيا المائلون إليها المفتتنون بها، المقبلون عليها و على حطامها الهامد و هشيمها البائد


الى اللّه تعالى و رفض حلال الدنيا فضلا عن حرامها، و قال على بن الحسين (عليهما السلام) ان الزهد فى آية من كتاب اللّه عز و جل لِكَيْلٰا تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ وَ لٰا تَفْرَحُوا بِمٰا آتٰاكُمْ.

(كفانا اللّه و اياكم كيد الظالمين و بغى الحاسدين و بطش الجبارين)

(1) فى النهاية كفاه اللّه الامر اذا قام مقامه فيه و الفرق بين الثلاثة أن الظالم الخارج من الدين مكره و خدعته لقصد اخراج الغير منه تابع لفساد قوته العقلية، و الحاسد بغيه و عداوته فى زوال نعمة الغير على الانحاء الممكنة و ارادتها لنفسه تابع لفساد قوته الشهوية، و الجبار تسلطه و بطشه تابع لفساد قوته الغضبية و الكل خارج عن حد العدل داخل فى رذيلة الافراط.

(أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت و أتباعهم من أهل الرغبة فى هذه الدنيا المائلون إليها المفتتنون بها المقبلون عليها و على حطامها الهامد و هشيمها البائد غدا)

(2) الطاغوت الطاغى المتمرد عن أمر اللّه و كل ما عبد من دون اللّه و يأتى للواحد و الجمع و المراد به هنا الراغب المنهمك فى الدنيا و جمع أسبابها كسلطان الجور و من دونه على تفاوت درجاتهم فلا يضلنكم و لا تمدن عينيك الى ما هم فيه من كثرة النعم و التسلط على الغير فانها حجب حائلة بين العبد و الرب لو كانت مباحة فكيف اذا كانت محرمة، و الحطام بالضم خرد و شكسته و ريزه چيزى و الهامد البالى المسود المتغير و اليابس من النبات و الهشيم گياه ريزنده خشك در هم شكسته و ضعيف، و الهاشم الكاسر و البائد الزائل الهالك، و «غدا» ظرف له أو للهامد أيضا و هو كناية عن وقت الموت أو قبله فى أقرب الاوقات أو بعده يوم القيامة أو الجميع و المراد بالحطام و الهشيم متاع الدنيا سماه بهما و وصفه بما ذكر تحقيرا له و تنفيرا عنه على سبيل الاستعارة و وجه المشابهة ان معناهما و هو النبات اليابس كما أنه لا نفع له بالنسبة الى ما تبقى خضرته و نضرته و يكون ذا ثمرة كذلك متاع الدنيا بالنسبة الى الاعمال الصالحة النافعة الباقية فى الآخرة على أن فى الهشيم لو كان بمعنى الهاشم اشارة الى معنى آخر و هو أنه يكسر عقله فى الدنيا و قدره فى الآخرة كما أن فى وصفه بالبائد اشارة الى انقطاعه و زواله سريعا فلا ينبغى ان يتوجه العاقل الى الكاسر له و الزائل عنه و قد ذكر للطواغيت و أتباعهم أوصاف أربعة مترتبة الاول الرغبة فى الدنيا و هى بمنزلة ارادتها بعد تصور منافعها الزائلة، و الثانى الميل إليها و هى بمنزلة العزم لها، و الثالث الافتتان بها أى اصابة فتنتها و قبول ضلالها حتى يذهب العقل الداعى الى الخيرات الاخروية و يحصل القوة الداعية الى الدنيا و جمع زخارفها، و الرابع الاقبال عليها و صرف العمر فى تحصيلها و ضبطها.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست