responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 188

غدا، و احذروا ما حذّركم اللّه منها و ازهدوا فيما زهّدكم اللّه فيه منها و لا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتّخذها دار قرار و منزل استيطان، و اللّه إنّ لكم ممّا فيها عليها [ل] دليلا و تنبيها من تصريف أيّامها و تغيّر انقلابها و مثلاتها و تلاعبها بأهلها، إنّها لترفع الخميل و تضع الشريف و تورد أقواما إلى النّار


(و احذروا ما حذركم اللّه منها)

(1) ضمير الموصول محذوف و ضمير التأنيث راجع الى الدنيا و رجوعه الى الموصول باعتبار إرادة الدنيا و المعصية منه لا يناسب

قوله: (و ازهدوا فيما زهدكم اللّه فيه منها)

(2) كما لا يخفى و آيات التحذير و التزهيد أكثر من أن تحصى.

(و لا تركنوا الى ما فى هذه الدنيا ركون من اتخذها دار قرار و منزل استيطان)

(3) الركون الميل و السكون و فعله من باب علم و نصر و منع و المراد أن الدنيا مذمومة من هذه الجهة و هى الرضا بذاتها و اتخاذها وطنا و دار اقامة كما يتخذها كذلك أبناء الدنيا و الا فهى ممدوحة من حيث أنها محل للعبادة و اتخاذ زاد الآخرة و ما فيها سبب للقوة عليهما و الى هذا أشار أمير المؤمنين (ع) بقوله «و لنعم دار من لم يرض بها دارا و محل من لم يوطنها محلا».

(و اللّه أن لكم مما فيها عليها لدليلا و تنبيها من تصريف أيامها و تغير انقلابها و مثلاتها و تلاعبها بأهلها)

(4) لعل المراد من تصريف أيامها ذهاب قوم و مجىء آخرين، لا فى الذاهبين رجوع الى الدنيا و لا فى الآخرين سكون فيها و يتغير انقلابها تغير الأمن و الصحة و الرخاء و السراء و نحوها الى الخوف و السقم و الشدة و الضراء و بالعكس، و بمثلاتها صورها و أشكالها و شدائدها و هى جمع المثلة بفتح الميم و ضم الثاء بمعنى العقوبة و الشدائد و بتلاعبها بأهلها عرض زينتها و أسبابها عليهم فاذا ركنوا إليها أدبرت عنهم كما أدبرت عن الماضين أو الباس أسبابها الخسيسة بالصور الحسنة و تزيينها عند أهلها و هذا العمل شبيه بالملاعبة و فى الصيغة الدالة على وقوع الفعل من الطرفين دلالة على وقوعه منها على وجه الكمال و هذا العمل كما يسمى ملاعبة كذلك يسمى خدعة و غرارا على سبيل المكنية و التخييلية و فيه ترغيب لتنبيه اللبيب فى الاتعاظ من تصاريفها و تقلبها على أهلها و تغيراتها و عدم ثباتها على وجه واحد كما تشهد عليه الديار الخاوية و المنازل الخالية فان المنتبه اذا عرف هذه الامور اتعظ بها و عبر منها و لا يركن إليها.

(أنها لترفع الخميل و تضع الشريف و تورد أقواما الى النار غدا)

(5) باعطاء لذاتها الموجبة للدخول فيها و نسبة أمثال هذه الافعال الى الدنيا باعتبار أنها سبب متأدى لها و المراد بالخميل من خفى ذكره و صوته و الساقط الّذي لا نباهة له، و هذه الفقرة يحتمل أن يكون بيانا لما قبلها فان مضمونها شبه الملاعبة.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 11  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست