سورة و هو مهيمن على سائر الكتب فالتوراة لموسى و الإنجيل لعيسى و الزّبور لداود (عليهم السلام).
[الحديث الحادي عشر]
11- أبو عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: يجيء القرآن يوم القيامة في أحسن منظور إليه صورة، فيمرّ بالمسلمين فيقولون: هذا الرّجل منّا فيجاوزهم إلى النبيّين فيقولون: هو منّا فيجاوزهم إلى الملائكة المقرّبين فيقولون: هو منّا حتّى ينتهى إلى ربّ العزّة عزّ و جلّ فيقول: يا ربّ فلان بن فلان أظمأت هواجره و أسهرت ليله في دار الدّنيا و فلان بن فلان لم أظمأ هواجره و لم أسهر ليله، فيقول تبارك و تعالى: أدخلهم الجنّة على منازلهم، فيقوم فيتّبعونه فيقول للمؤمن: اقرأ و
الملائكة و ابراهيم و ص و محمد (ص) و لقمان و الغرف و الزخرف و المؤمن و السجدة و الاحقاف و الجاثية و الدخان و الاحزاب. أقول فى قوله من قال ان المثانى بعد المئين و اقصر منها نظر لانه ان أراد انها اقصر بحسب الآية ورد عليه أن سورة يونس أقل بحسب الآية من بنى اسرائيل و الكهف و الأنبياء و المؤمنون و هود و النحل أقل بحسبها من المؤمنون و سورة يوسف بحسبها مساو لبنى اسرائيل و الكهف و الأنبياء و أقل من المؤمنون و ان اريد أنها أقل بحسب الكتابة ورد عليه أن سورة الرعد و الحجر أكثر بحسب الكتابة من بنى اسرائيل الى آخر المثانى و هو المؤمنون، و سورة ابراهيم أقل بحسبها من سورة الأنبياء و الحج و المؤمنون.
(و هو مهيمن على سائر الكتب)
(1) أى شاهد عليها و لو لا شهادته لما علم أنها كتب سماوية لعدم بلوغها حد الاعجاز.
قوله: (اظمأت هواجره و أسهر ليله فى دار الدنيا)
(2) الهواجر جمع الهاجرة و هى نصف النهار عند اشتداد الحر أو من زوال الشمس الى العصر سمى بذلك لان الناس يهاجرون فيه من شدة الحر و يستكنون فى بيوتهم و اسناد الاظماء و الاسهار الى القرآن اسناد مجازى لكونه سبيا لهما و كذا تعلقهما بالهواجر و الليل تعلق مجازى لكونهما ظرفا لهما.
(و فلان بن فلان لم اظمأ هواجره و لا اسهر ليله)
(3) قيل هذا مجاز عقلى بالاتفاق و لا يصدق عليه تعريفه لانه اسناد الشيء الى غير ما هو له و ايقاعه على غير ما حقه أن يوقع عليه و فيه نفى الاسناد و نفى التعلق و أجيب بأن المتصف بالتجوز هو الاسناد و التعلق بحسب الذات مع قطع النظر عن النفى و الاثبات فكما انهما متصفان بالتجوز فى حال الاثبات كذلك متصفان به فى حال النفى،