ارقه قال: فيقرأ و يرقى حتّى يبلغ كلّ رجل منهم منزلته التي هي له فينزلها.
[الحديث الثاني عشر]
12- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد و سهل ابن زياد، جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن يونس بن عمّار قال:
قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): إنّ الدواوين يوم القيامة ثلاثة: ديوان فيه النعم و ديوان فيه الحسنات و ديوان فيه السيّئات، فيقابل بين ديوان النعم و ديوان الحسنات فتستغرق النّعم عامّة الحسنات و يبقى ديوان السيّئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدّم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول: يا ربّ أنا القرآن و هذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي و يطيل ليلة بترتيلي و تفيض عيناه إذا تهجّد فأرضه كما أرضاني، قال: فيقول العزيز الجبّار: عبدي ابسط يمينك فيملأها من رضوان اللّه العزيز الجبّار و يملأ شماله من رحمة اللّه، ثمّ يقال: هذه الجنّة مباحة لك فأقرأ و اصعد فإذا قرأ آية صعد درجة.
(اقرأ و ارقه)
(1) رقى إليه كرضى صعد كارتقى و ترقى، و الهاء للوقف (قال فيقر أو يرقى)
(2) أى يقرأ آية و يصعد درجة فوق الاولى و هكذا.
(حتى يبلغ كل رجل منهم منزلته التى هى له فينزلها)
(3) الفعلان و هما يبلغ و ينزل اما من البلوغ و النزول أو من الابلاغ و الانزال و كل رجل على الاول فاعل و على الثانى مفعول.
قوله: (ان الدواوين يوم القيامة ثلاثة)
(4) فى مصباح اللغة الديوان جريدة الحساب ثم اطلق على موضع الحساب و هو معرب و الاصل دوان فابدل من أحد المضعفين ياء للتخفيف و لهذا يرد فى الجمع الى أصله دواوين و بالتصغير دويوين لان التصغير و جمع التكسير يردان الاسماء الى أصولها، و دونت الديوان أى وضعته و جمعته.
(فتستغرق النعم عامة الحسنات)
(5) أى جميعها و فى لفظ الاستغراق ايماء الى أنه يبقى بعض النعم بل أكثرها بلا مقابل له من الحسنات أى جميعها.
(و يطيل ليله بترتيلى)
(6) فى الصحاح الترتيل فى القراءة الترسل و التبيين بغير بغى و كلام رتل بالتحريك أى مرتل و فى القاموس الرتل محركة حسن تناسق الشيء و الحسن من الكلام و الطيب من كل شيء و رتل الكلام ترتيلا أحسن تأليفه و ترتل فيه ترسل. و فى النهارية الترتيل الجودة و تبيين الحروف بحيث يتمكن السامع عندها، و قال بعض الاصحاب هو حفظ الوقوف و أداء الحروف أى كمال أدائها. و الاطالة كناية عن السهر و ترك النوم لان الليل عند الساهر طويل
(و تفيض عيناه اذا تهجد)
(7) التهجد النوم فى الليل و الاستيقاظ فيه ضد و المراد هنا هو الثانى