زيد، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: إنّ هذا القرآن فيه منار الهدى و مصابيح الدّجى فليجل جال بصره و يفتح للضياء نظره فإنّ التفكّر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور.
[الحديث السادس]
6- عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام) كان في وصيّة أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه: اعلموا أنّ القرآن هدى النّهار و نور اللّيل المظلم على ما كان من جهد و فاقة.
[الحديث السابع]
7- عليّ، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبد اللّه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: شكا رجل إلى النبيّ (صلى اللّه عليه و آله) وجعا في صدره فقال (صلى اللّه عليه و آله): استشف بالقرآن فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ شِفٰاءٌ لِمٰا فِي الصُّدُورِ».
[الحديث الثامن]
8- أبو عليّ الاشعري، عن بعض أصحابه، عن الخشّاب، رفعه قال: قال أبو- عبد اللّه (عليه السلام) لا و اللّه لا يرجع الأمر و الخلافة إلى آل أبي بكر و عمر أبدا و لا إلى بني-
(ان هذا القرآن فيه منار الهدى و مصابيح الدجى)
(1) الاضافة الاولى لامية و الثانية الظرفية، و الدجية بالضم الظلمة و اطلاقها على الشبهة و البدعة من باب الاستعارة كاطلاق للمنار و المصباح و هما محل النور و الضوء يعنى العلم على ما فى القرآن من الآيات التى أعظمها الائمة (عليهم السلام)
(فليجل جال- اه)
(2) قد مرّ تفسيره قبيل ذلك.
قوله: (ان القرآن هدى النهار و نور الليل المظلم «على» ما كان من جهد و فاقة)
(3) كان تامة و الجهد المشقة و الفاقة الفقر و الحاجة و الظاهر أن على متعلق بهدى و نور و بمعنى فى للظرفية كما فى قوله تعالى وَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلىٰ حِينِ غَفْلَةٍ يعنى أن القرآن هدى للمؤمنين فى النهار و نور لهم فى الليل المظلم فى حال شدة و مشقة من التباس الفتن و توارد الشبهات اذ يهديهم الى الحق و سلوك سبيله و فى حال الفقر و الفاقة اذ يحملهم على الصبر لجزيل الاجر أو يدفعها عنهم بالخاصية أو بعض الآيات و السور الموجبة لزيادة الرزق و فيه حث على التزام قراءته و التذكر فيه فى الليل و النهار بذكر فائدتين إحداهما للاخروية و الاخرى للدنيوية هذا ما خطر بالبال و اللّه اعلم.
قوله: (استشف بالقرآن)
(4) أى بقراءته مطلقا أو على قصد الشفاء و اطلاق القرآن يقتضي ان كل آية و كل سورة شفاء و قد روى الاستشفاء ببعض الآيات و بعض السور فى خصوص بعض الامراض و الحمد مجرب للجميع خصوصا سبعين مرة
(ان اللّه عز و جل)
(5) يقول فى وصف القرآن:
(وَ شِفٰاءٌ لِمٰا فِي الصُّدُورِ)
(6) عمومه شامل لجميع الامراض الصدرية من الاوجاع و الاحزان و الهموم و الجهالات و غيرها و لا وجه لتخصيصها بالجهل.
قوله: (لا و اللّه لا يرجع الامر و الخلافة الى آل أبى بكر و عمر أبدا- اه)