فأطرق ثمّ رفع رأسه فقال: صدقت يا أبا بشر، سل قلبك عمّا لك في قلبي من حبّك فقد أعلمني قلبي عمّالي في قلبك.

[الحديث الرابع]

4- عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): لا تنسني من الدّعاء، قال: [أ] و تعلم أنّي أنساك؟ قال: فتفكّرت في نفسي و قلت: هو يدعو لشيعته و أنا من شيعته، قلت: لا، لا تنساني، قال: و كيف علمت ذلك؟ قلت: إنّي من شيعتك و إنّك لتدعو لهم.

فقال: هل علمت بشيء غير هذا؟ قال: قلت: لا، قال: إذا أردت أن تعلم ما لك عندي فانظر [إلى] ما لي عندك.

[الحديث الخامس]

5- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جرّاح المدائني، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: انظر قلبك فإن أنكر صاحبك فاعلم أنّ أحد كما قد أحدث.

باب العطاس و التسميت

[الحديث الأول]

1- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر ابن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جرّاح المدائني قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام):

للمسلم على أخيه من الحقّ أن يسلّم عليه إذا لقيه و يعوده إذا مرض و ينصح له إذا

ما يزول لعدم حصول تلك الاغراض.

قوله: (صدقت يا أبا بشر سل قلبك عما لك فى قلبى من حبك فقد اعلمنى قلبى عما لى فى قلبك)

(1) يريد أن حبك لى مستلزم لحبى لك و بالعكس فاذا سألت قلبك الّذي وجد الاول استدل به على وجود الثانى فيخبرك به كما أن قلبى الواجد للثانى استدل به على وجود الاول فأخبرنى به.

قوله: (و ينصح له اذا غاب)

(2) بأن يمنع عنه المغتاب و يجلب له و لاهله المنافع و يدفع عنهم المضار

(و يسمته اذا عطس)

(3) قال ابن الاثير التسميت بالسين و الشين، و المعجمة أعلاهما يقال شمت فلانا و شمت عليه تشميتا فهو مشمت و اشتقاقه من الشوامت و هى القوائم كأنه دعاء للعاطس بالثبات على طاعة اللّه تعالى و قيل معناه أبعدك اللّه من الشماتة و جنبك ما يشمت به عليك، و اشتقاق المهملة من السمت و هو الهيئة الحسنة أى جعلك اللّه على سمت حسن لان هيئته تتزعج للعطاس. و قال القرطبى شمت و سمت و المعجمة أعلا. و قال ابن الانبارى كل داع بالخير مشمت و مسمت، و قال ثعلب و الاصل المهملة من السمت و هو القصد و حسن المودة