الفعل و القطع عليه و الجدّ فيه يعني ليس لهم القطع و اليقين بمحبّتكم كما يكون لخلّص شيعتكم و ذلك لعدم كمالهم في العقل و التمييز و عدم تمسّكهم في الدّين بالبرهان
(يقولون بهذا القول)
(1) بمجرّد التقليد و النشوء عليه لا بالبصيرة و البرهان و هو تأكيد للسابق و لذا ترك العاطف
(فقال ليس اولئك ممّن عاتب اللّه)
(2) للتقليد و ترك الاستدلال لأنّ الاستدلال متوقّف على إدراك مقدّمات مناسبة للمطلوب و اعتبار الحدود فيها و ترتيبها على نهج الصواب و اعتبار الشرائط المعتبرة في الانتاج و قوّة الانتقال منها و لا يتصوّر ذلك إلّا فيمن له قوّة استعدادية و بصيرة عقليّة و مكنة ذهنية [1] و ليس أولئك بهذه الصفة فلا يتعلّق بهم الخطاب بالاستدلال و العتاب بتركه
(إنّما قال اللّه فَاعْتَبِرُوا يٰا أُولِي الْأَبْصٰارِ)
(3) خص الأمر بالاعتبار باولى الابصار و الحثّ على الاستدلال بذوي الأفكار إذ لهم أذهان ثاقبة و عقول كاملة و بصائر نافذة تمكّنوا بها من معرفة غوامض الأمور من مباديها، فأولئك مكلّفون بمعرفتنا و التصديق بولايتنا و الاقرار بامامتنا و البلوغ إلى أعلى مراتب محبّتنا بمناهج البرهان و معارج التبيان، فان فعلوا اتّصفوا بحقايق الايمان و صاروا رفقاءنا في الجنان و إن أهملوا تمسّكوا بعروة الكفران و استحقّوا عذاب النيران و مذلة الخذلان و هذا الحديث كما ترى صريح في أنّ التكليف عاجلا و تحصيل كمال الرّضا و القرب عاجلا و آجلا متوجّه إلى العاقل الكامل، و أنّ الضعفاء من الشيعة غير مؤاخذين بالتقليد في اصول الدين، و أنّ هذا الصنف دون الصنف الأوّل في الثواب و العقاب كما قال سبحانه «وَ رَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجٰاتٍ».
[الحديث السادس]
«الاصل»
6- «أحمد بن إدريس، عن محمّد بن حسّان، عن أبي محمّد الرازيّ، عن سيف «ابن عميرة، عن إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبد اللّه (عليه السلام): من كان عاقلا كان له» «دين، و من كان له دين دخل الجنّة».