العدوّ عليه و أخرى إذ كل عدوّ غيره لا يضرّه بدونه، و فيه إيماء إلى أنّه ينبغي أن لا يتّخذ الجاهل صديقا و العاقل عدوّا لأنّ الجاهل إذا كان عدوّا لنفسه فكيف يكون صديقا لغيره و العاقل كما يكون صديقا لنفسه يكون صديقا لأخيه و يعينه فيما يعنيه فمن اتّخذه عدوّا كان أثر عداوته خزيا بين يديه و مانعا من وصول الخير إليه و لذلك كثر الأمر في الأحاديث بملازمة العالم و مفارقة الجاهل و كما أنّ صداقة الأصدقاء و عداوة الأعداء متفاوتة في الناس كذلك صداقة العقل و عداوة الجهل متفاوتة بحسب تفاوت مراتب العقل و الجهل في الشدّة و الضعف لكثرة جنودهما و قلّتها على ما سيأتي تفصيل ذلك في الحديث المتضمّن لذكر الجنود إن شاء اللّه تعالى.
[الحديث الخامس]
«الأصل»:
5- «و عنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم» «قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): إنّ عندنا قوما لهم محبّة و ليست لهم تلك» «العزيمة يقولون بهذا القول؟ فقال: ليس اولئك ممّن عاتب اللّه إنّما قال اللّه:» «فَاعْتَبِرُوا يٰا أُولِي الْأَبْصٰارِ».
«الشرح»:
(و عنه)
(1) أي عن محمّد بن يحيى
(عن أحمد بن محمد)
(2) الظاهر أنّه أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري و يحتمل أحمد بن محمّد بن خالد البرقي لأنّ محمّد بن يحيى يروي عنهما إلّا أنّ روايته عن الأوّل أكثر و رواية الأوّل عن ابن فضّال أشهر و كلاهما عدلان ثقتان
(عن ابن فضّال عن الحسن بن الجهم قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام))
(3) الظاهر أنّه أبو الحسن الرضا (عليه السلام) و يحتمل أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) لأنّ الحسن بن الجهم يروي عنهما