responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 76

..........


فليتضرّع إلى اللّه عزّ و جلّ في مسألته بأن يكمل عقله [1]» و يرشد إليه التجربة فانّ من نشأ في التعلّم و طهارة النفس و صرف القوّة العلميّة و العمليّة في تحصيل العلوم و الأعمال و الأخلاق المرضيّة ازداد عقله ضوءا و نفسه نورا يكاد يبصر ما تحت العرش و ما تحت الثرى، و تلك العناية الّتي هي من التوفيقات الربانية إنما يتوقّف على وجود أصل العقل لا على كماله فلا يلزم الدور.

(أما إنّي إيّاك آمر و إيّاك أنهى و إيّاك اعاقب و إيّاك اثيب)

(1) «أما» حرف تنبيه يصدّر بها الكلام الّذي لمضمونه خطر و عناية لتنبيه المخاطب و إيقاظه طلبا لاصغائه، و تقديم المفعول للاختصاص فإنّ العقل و إن استشعر من الأمر بالاقبال و الإدبار أنّه مخلوق يتوجّه إليه الأمر و النهي لكنّه استشعر أيضا بأنّه مقارن مع مخلوق آخر فكأنّه غفل عن ذلك لشدّة شعفه بمخاطبة ربّه جلّ ذكره و توهّم أنّ الأمر و النهي و الثواب و العقاب يتوجّه إليه مع مشاركة الغير أو يتوجّه إلى الغير وحده لا إليه، فأتى اللّه سبحانه بحرف التنبيه إيقاظا له عن تلك الغفلة و إظهارا بأنّ الكامل لا بدّ من أن لا يصير مغرورا بكماله بل هو دائما يحتاج إلى تنبيه و تذكير و بطريق الحصر دفعا لما عرض له من التوهّم و إشعارا بأنّ القابل للخطاب هو دون غيره و حصر الثواب و العقاب فيه باعتبار أنّه بذاته، أو بواسطة قوّة و رويّة فيه منشأ للطاعة و العرفان و مبدأ للمعصية و الطغيان في مواد الإنسان و مستحقّ لهما في ضمن تلك الموادّ. فلا يدلّ الحديث على ثبوتهما له مجردا عنها أصلا فضلا عن أن يدلّ على نفي المعاد الجسماني و انطباق معنى الحديث على العقل بالمعنى الأوّل و هو النفس باعتبار التجرّد ظاهر، و بالمعنى الثاني و هو حالة النفس و قوّتها الدّاعية إلى الخيرات في المراتب المذكورة يحتاج في قوله «إيّاك أعاقب و إيّاك اثيب» إلى تكلّف بأن يقال معناه بك أعاقب و بك اثيب على سبيل التوسّع، لأنّ المعاقب و المثاب هو النفس، أو يقال لمّا كانت تلك القوّة منشأ تكليف النفس نسب الثواب و العقاب إليها على سبيل التجوّز


[1] جزء من الخبر الّذي يأتى في هذا الباب تحت رقم 12.

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست