responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 74

..........


محبّة اللّه لخلقه إرادة الخير له و إفاضة رحمته عليه و الاحسان إليه بكشف الحجاب عنه و تمكينه من أن يطأ بساط قربه و ثمرة محبّة الخلق له تعالى وقوفه عند حدوده و حبّه لمن أحبّه و بغضه لمن أبغضه و استيناسه و استيحاشه عمّا سواه، و تجافيه عن دار الغرور و ترقّيه إلى عالم النور، و كأنّ من أنكر المحبّة بينه و بين خلقه و زعم أنّ ذلك يوجب نقصا في ذاته تعالى أنكر المحبّة بمعنى الميل لأنّ اللّه تعالى منزّه عن أن يميل أو يمال إليه و ليس هذا المعنى مرادا هنا بل المراد هنا هي الغايات و الثمرات المذكورة لأنّ ما نسب إليه تعالى ممّا يمتنع أخذه باعتبار المادي و الحقائق وجب أخذه باعتبار الغايات و قد شاع أمثال ذلك في القرآن العزيز على أنّه قد يقال محبّة الخلق له بمعنى ميل العقل ليس بممتنع لأنّ الميل العقلي إدراك و لا يمتنع ذلك كما لا يمتنع العلم به، و إنّما الممتنع هو الميل الحسّى لاستلزامه أن يكون في جهة و الوجه العقلي في كونه أحبّ المخلوقات إليه أنّ الطاعة و الانقياد مع القدرة على المخالفة أشدّ من الطاعة بدونها و أدخل في التقرّب و استفاضة الرّحمة و الاحسان منه تعالى، و قيل الوجه فيه أنّ المحبة تابعة لادراك الوجود لأنّه خير محض، فكلّ ما كان وجوده أتمّ كانت خيريته أعظم و الادراك المتعلّق به أقوى و الابتهاج به أشدّ فأجلّ مبتهج بذاته هو الحقّ الأوّل، لأنّ إدراكه لذاته أشدّ إدراكا لأعظم مدرك له الشرف الأكمل و النور الأنور و الجلال الأرفع، فذاته سبحانه أحبّ الأشياء إليه و هو أشدّ مبتهج به. و محبّته لعباده راجعة إلى محبّته لذاته لأنّ كلّ من أحبّ شخصا أحبّ جميع حركاته و أفعاله و آثاره لأجل ذلك المحبوب، فكلّ ما هو أقرب إليه فهو أحبّ إليه و جميع الممكنات على مراتبها آثار الحقّ و أفعاله فاللّه يحبّها لأجل ذاته و أقرب المجعولات إليه هو العقل، فثبت أنّه أحبّ المخلوقات إليه. و من المتكلّمين من أنكر محبّة اللّه لعباده زعما منهم أنّ ذلك يوجب نقصا في ذاته و لم يعلموا أنّ محبّة اللّه لخلقه راجعة إلى محبّته لذاته انتهى. و فيه نظر من وجوه أمّا أوّلا فلانّ قوله «المحبّة تابعة لادراك الوجود، ممنوع و ما ذكره لاثباته من أنّ الوجود

نام کتاب : شرح الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست