(1) يعنى قليل العقل متوسّط بين المؤمن و الكافر ليس مؤمنا حقيقيا كاملا لما فيه من قصور العقل الموجب لبعده عنه تعالى في الجملة و لا كافرا حقيقيا محضا لما فيه شيء من نور العقل الموجب لقربه تعالى في الجملة.
(قيل كيف ذاك)
(2) أي توسّط قلّة العقل بين الايمان و الكفر
(يا ابن رسول اللّه)
(3) لعلّ منشأ السؤال استبعاد الواسطة نظرا إلى ظاهر قوله تعالى «هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كٰافِرٌ وَ مِنْكُمْ مُؤْمِنٌ» و ذلك الاستبعاد مدفوع إذ لا نسلّم أن في الآية الكريمة دلالة على الحصر لجواز أن يكون ذكرا لواسطة مسكوتا عنه و لو سلّم، فلعلّ المراد بالايمان و الكفر في الآية أصلهما و لا واسطة بينهما لا كمالهما و ثبوت الواسطة بين كمالهما ظاهر
(قال: إنّ العبد)
(4) أراد به العبد العارف باللّه في الجملة بقرينة قوله «فلو أخلص نيته للّه»
(يرفع رغبته)
(5) أي حاجته و مراده و ما يرغب فيه من امور الدّنيا
(إلى مخلوق)
(6) لظنّه بقصور عقله أنّ المخلوق يرفع حاجته و يحصّل بغيته فيتذلّل له و يتخشّع
(فلو أخلص نيّته للّه)
(7) و رفع رغبته و حاجته بالقصد الخالص عن شوائب الأوهام إليه سبحانه
(لأتاه الّذي يريد)
(8) أتاه من أتى يأتي بمعنى جاءه، أو من آتى يؤتى بمعنى أعطاه و الموصول على الاول فاعله و على الثانى مفعوله
(في أسرع من ذلك)
(9) أى من إتيانه عند ذلك المخلوق أو من وقت الرفع إلى المخلوق، أو من الوقت الّذي يتوقّع حصول مطلوبه عند المخلوق و ذلك لشمول قدرته تعالى على جميع المقدورات و إحاطته بجميع الممكنات فيتحقّق ما أراد بمحض الإرادة من غير حاجة إلى استعمال آلة و انتظار رويّة فهذا العبد ليس مؤمنا حقيقيا لقصور نيّته باللّه تعالى و لا كافرا محضا لعلمه بالصّانع فقد أفهم (عليه السلام) ثبوت الواسطة بمثال جزئي و أزال و هم السائل كما هو شأن المعلّم الشفيق، و ممّا يدلّ على ثبوت الواسطة ما روي عن موسى بن جعفر (عليهم السلام) قال: «إنّ عليا باب من أبواب الهدى فمن دخل من باب عليّ كان مؤمنا و من خرج منه كان كافرا و من لم يدخل فيه و لم يخرج منه كان في طبقة الّذين فيهم المشيّة» [1] و يحتمل أن يكون معنى
[1] الكافى كتاب الايمان و الكفر باب الكفر تحت رقم 18.