الجنان و الاقبال عليه بالاكرام و الافضال و الاحسان
(و عدوّ من تكلّفه)
(1) أي تكلّف العرفان و تصنّع به و هو غير عارف و هو أحقّ بالعداوة من الجاهل الخامل، و من ثمّ قيل: النفاق أسوأ من الكفر و المراد بعداوته له إبعاده عن الرّحمة و ترك الافضال عليه و وكوله إلى نفسه حتّى تورده مورد الهلاك و الخذلان
(و العاقل غفور)
(2) أي مصلح لأمره من قولهم غفروا هذا الأمر أي أصلحوه بما ينبغي أن يصلح، أو ساتر لذنوب إخوانه و عيوبهم و متجاوز من خطاياهم و إساءتهم من الغفر بمعنى التغطية، و ذلك لعلمه بما في الغفران من الأجر الجميل و الثواب الجزيل، و لأنّه قريب من اللّه تعالى و متخلّق بأخلاقه و من أخلاقه الكريمة غفران الذّنوب و ستر العيوب و التجاوز عن السيئات و إن صدر عنه المؤاخذة و الكشف في بعض الأحيان لمصلحة لا يسلب عنه هذا الاسم كما في الواجب
(و الجاهل ختور)
(3) أى خبيث النفس كثير الغدر و الخدعة بالناس لأنّه فاقد للبصائر الذّهنية و عادم للفضائل العقليّة و حامل للرّذائل الشيطانيّة فيظنّ أنّ الغدر و الحيل و المكر و الختل و كشف العيوب و الذّنوب و سوء المعاملة مع الناس خير له في تحصيل منافعه و مطالبه و تيسير مقاصده و مآربه و إنّما أتى بصيغة المبالغة للاشعار بانّ الفعل مع وجود دواعيه و عدم موانعه يصدر على وجه الكمال
(و إن شئت أن تكرم فلن)
(4) تكرم على البناء للمفعول أى إن شئت أن تكون كريما و شريفا حسنا خيارا عند الخالق و الخلائق فلن للناس في الكلام و السّلام و اخفض لهم جناحك عند اللّقاء فان من لان جانبه كثر اعوانه و أنصاره، و من كثر أنصاره كان مكرما شريفا
(و إن شئت أن تهان فاخشن)
(5) تهان على البناء للمفعول من الاهانة و هي الاستخفاف و الاستحقار، و اخشن بضم الشين من الخشونة و هي ضدّ اللّين و قد خشن الرّجل بالضم فهو خشن يعنى إن شئت استخفافك و استحقارك و انحطاط منزلتك فصر ذا خشونة عند ملاقاة الناس و محاوراتهم و مقاولاتهم فانّ الخشونة جالبة لهذه الامور
(و من كرم أصله لان قلبه و من خشن عنصره غلظ كبده)
(6) بيّن (عليه السلام) السبب الأصلي لحسن الخلق و لين القلب و رحمته و لطافته و السبب الأصلي لسوء الخلق و غلظة القلب و قساوته بأنّ من كرم أصله